الثلاثاء، 3 يونيو 2014

الولايات المتحدة الأمريكية قوة اقتصادية كبرى

مقدمة: تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية القوة الاقتصادية الأولى في العالم ، لكنها تواجه بعض المشاكل. * فما هي مظاهر وعوامل القوة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية؟ * ما هي الصعوبات التي تعترض الاقتصاد الأمريكي؟ 1 - مظاهر القوة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية: 1 – 1 - الولايات المتحدة أول قوة فلاحيه في العالم: تساهم الولايات المتحدة الأمريكية بحصص مرتفعة من الإنتاج العالمي للحبوب (القمح، الذرة، الشعير، الأرز)، والمزروعات الصناعية (خاصة الصوجا، القطن، الشمندر، قصب السكر)، وبعض أنواع الخضر والفواكه، وتمتلك قطيعا مهما من المواشي. تعد الولايات المتحدة الأمريكية أول مصدر عالمي للمنتجات الفلاحية من بينها القمح والذرة والصوجا. يتمركز النشاط الفلاحي الأمريكي في السهول الكبرى (الوسطى) التي تعتبر أكبر مجالي فلاحي في العالم، إلى جانب المناطق الساحلية في شرق وغرب وجنوب البلاد. في المقابل فالنشاط الفلاحي ضعيف في الغرب الداخلى (انظر ص الوثيقة 2 ، ص 184 من كتاب المنار أو الوثيقة 4 – ص 189 من كتاب المورد). 1 – 2 - الولايات المتحدة الأمريكية أول قوة صناعية في العالم: تحتل الولايات المتحدة الأمريكية مراتب جد متقدمة في مختلف الصناعات سواء منها الأساسية أو التجهيزية والاستهلاكية ومن بين هذه الصناعات صناعة الصلب والسيارات والصناعة الكيماوية والصناعات العالية كصناعة الإلكترونيك والمعلوميات والطائرات ومعدات غزو الفضاء. تضم الولايات المتحدة الأمريكية مناطق صناعية رئيسية هي: * الشمال الشرقي : مجال صناعي قديم عرف تحديث الهياكل الصناعية، وينقسم إلى قسمين هما: نطاق البحيرات الكبرى (من أبرز مدنه شيكاغو، ديترويت)، ونطاق الميكالوبوليس (نطاق المدن العملاقة : نيويورك، واشنطن، بوسطن). * الجنوب: يشمل مدنا صناعية كبيرة من أهمها دلاس، أطلنطا، هوستن. * الغرب الساحلي: ويشمل مدنا صناعية كبيرة من بينها لوس أنجلس، سان فرانسيسكو، سياتل (انظر خريطة الصناعة الأمريكية ص 185 من كتاب المنار. أو الوثيقة 2 ص 191 من كتاب المورد ). 1 – 3 - تحتل الولايات المتحدة الأمريكية المكانة الأولى في مجال التجارة والخدمات: تحتكر الولايات المتحدة الأمريكية ما يناهز خمس التجارة العالمية، وتعتبر أول مصدر ومستورد عالمي. ويشكل قطاع التجارة والخدمات الجزء الأكبر من الناتج الداخلي الخام. وتتعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع مختلف دول العالم خاصة دول القارة الأمريكية ودول آسيا وأوربا الغربية. وتغلب المنتجات الصناعية على الصادرات والواردات الأمريكية. تعد الولايات .م. الأمريكية أول مستثمر خارجي في العالم، وتتمركز استثماراتها في أوربا وأمريكا اللاتينية وآسيا وكندا. في نفس الوقت تعتبر أول بلد في العالم مستقطب لرؤوس الأموال الأجنبية . 2 - عوامل القوة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية: 2 – 1 - تتوفر الولايات.م . الأمريكية على مؤهلات طبيعية وبشرية ملائمة : تستفيد الفلاحة الأمريكية من ظروف طبيعية ملائمة عامة تتمثل في غلبة السهول والمنخفضات المتركزة في وسط وشرق البلاد، وخصوبة التربة، وتنوع المناخ (حدد توزيع التضاريس والمناخ على ضوء الخريطتين الواردتين في ص 188 من كتاب المنار، أو الخريطتين الواردتين ص 185 من كتاب المورد)، والتوفر على أطول شبكة نهرية في العالم والمتمثلة في نهر المسيسيبي وروافده. تستفيد الصناعة الأمريكية من وفرة الثروات الطبيعية: حيث تعد من أهم الدول المنتجة لمصادر الطاقة كالفحم الحجري والبترول والغاز الطبيعي وللمعادن كالحديد والنحاس والفوسفاط. ورغم ذلك تلجأ إلى الاستيراد أمام قوة التصنيع (انظر الخريطة ص: 189 من كتاب المنار). تضم الولايات المتحدة الأمريكية ثالث تجمع سكاني في العالم بفعل استقبالها للمهاجرين وضمنهم الأطر العليا . وينتج عن ذلك وفرة اليد العاملة والسوق الاستهلاكية. وتتميز الولايات المتحدة الأمريكية بالتنوع العرقي وارتفاع نسبة الساكنة الحضرية، تباين الكثافة السكانية حسب الظروف الطبيعية والاقتصادية (خريطة توزيع السكان، ص 186 من كتاب المورد). 2 – 2 - يساهم التنظيم الرأسمالي والبحث العلمي والتكنولوجي في تقدم الاقتصاد الأمريكي: يقوم النظام الرأسمالي الأمريكي على ثلاث مبادئ هي: * الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج. * المنافسة الحرة. * اعتبار الربح المحرك الأساسي لعملية الإنتاج . تتلخص مميزات النظام الرأسمالي في النقط الآتية: * التركيز الرأسمالي (الأفقي والعمودي) الذي أدى إلى ظهور المؤسسات القوية من أبرزها تروست (شركة ضخمة ناتجة عن اندماج عدة شركات)، وكونكلوميرا ( تجمع صناعي كبير لشركات متنوعة الإنتاج)، والهولدينغ أو شركة التملك (مؤسسة مالية تمتلك غالبية أسهم عدة شركات مختلفة التخصصات). * تدخل محدود للدولة في الاقتصاد والذي لا يكون بارزا إلا عند حدوث الأزمات. * التجديد المتواصل المعتمد على البحث العلمي والتكنولوجي، بالإضافة إلى ضخامة الاستثمارات وتشجيع الاستهلاك. تتداخل الفلاحة مع القطاعين الثاني والثالث في إطار ما يعرف أكريبيزنيس، وتستخدم التقنيات والأساليب الحديثة. 2 – 3 - تقوم الشركات المتعددة الجنسية و البنية التحتية بدور هام في الاقتصاد الأمريكي: تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية شركات عملاقة تستثمر أموالها في مختلف بلدان العالم تعرف باسم الشركات المتعددة الجنسية. وتكرس هذه الشركات هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على الاقتصاد العالمي، وتضمن لها تسويق المنتوجات الصناعية وتزويدها بالمواد الأولية . تتوفر الولايات المتحدة الأمريكية على أطول شبكة للمواصلات في العالم، والتي تتميز بتنوعها حيث تشمل المواصلات البرية (الطرق والسكك الحديدية)، والمائية ( البحرية والنهرية)، والجوية. بالإضافة إلى شبكة أنابيب البترول والغاز الطبيعي، وشبكة المواصلات السلكية واللاسلكية (انظر الخريطة ص: 192 من كتاب المنار). 3 - الصعوبات والتحديات التي تعترض الاقتصاد الأمريكي: 3 – 1 - تواجه الولايات المتحدة بعض المشاكل الاقتصادية: تتلخص مشاكل الفلاحة الأمريكية في نقطتين أساسيتين هما: * تضخم الإنتاج بفعل المنافسة الأجنبية من طرف الدول ذات المؤهلات الفلاحية الكبرى (دول الاتحاد الأوربي، وأستراليا، الأرجنتين) وتقلص مشتريات البلدان النامية من المنتجات الفلاحية الأمر بكبة. * تدهور المجال الفلاحي المتمثل في إنهاك التربة وتلوث الفرشة المائية. تواجه الصناعة الأمريكية مشكلين أساسين هما: * المنافسة الأجنبية خاصة من طرف دول شرق آسيا وأمريكا اللاتينية. * عدم كفاية إنتاج مصادر الطاقة والمعادن رغم ضخامته، وبالتالي ضرورة الاستيراد. تعاني الولايات م الأمريكية من عجز الميزان التجاري أمام ضعف القدرة التنافسية للمنتوجات الأمريكية، وتزايد الواردات من مصادر الطاقة والمعادن. 3 – 2 - تعرف الولايات المتحدة المتحدة بعض المشاكل الاجتماعية والبيئية: تحتل الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة العاشرة عالميا بالنسبة مؤشر التنمية البشرية، رغم أنها القوة الاقتصادية الأولى في العالم. ويلاحظ نوع من الميز العنصري حيث أن الأقليات وخاصة السود أكثر عرضة للبطالة والفقر. تشهد الولايات المتحدة الأمريكية عدة كوارث طبيعية منها الأعاصير المدارية، والفيضانات، وتدفقات الكتل القطبية الباردة، والزلازل والبراكين. تعاني المناطق الأكثر تصنيعا من التدهور البيئي الذي يتخذ عدة أشكال منها: تلوث الهواء والسطح والمياه وحدوث الأمطار الحمضية. كما تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أول دولة في العالم مسؤولة عن انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون المسبب الرئيسي للاحتباس الحراري. خاتمة: رغم هذه المشاكل، تظل الولايات المتحدة الأمريكية القوة الاقتصادية الأولى في العالم.

0 commentaires :

إرسال تعليق