الأربعاء، 4 يونيو 2014

نضال المغرب من أجل تحقيق الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية


مقدمة:
بتوقف المقاومة المسلحة، دخل المغرب مرحلة النضال السياسي التي توجت بثورة الملك والشعب والتي آلت إلى استقلال المغرب سنة 1956. وبعد ذلك تم استكمال الوحدة الترابية.
  *  ما هي أهم حركات المقاومة المسلحة بالبوادي المغربية؟
    *  وما هي أسباب توقفها؟
    *  ما هي تطورات مرحلة المقاومة السياسية؟
    *  ما دور ثورة الملك والشعب في تحقيق الاستقلال؟
    *  ما هي مراحل وأساليب استكمال الوحدة الترابية؟
1 -  المقاومة المسلحة المغربية وعوامل توقفها:
 1 - 1  -  قامت حركات المقاومة المسلحة في البوادي المغربية:
+  قاد أحمد الهيبة المقاومة المسلحة في الجنوب والصحراء: حيث اتخذ تزنيت مقرا لحركته، ونظم حملة عسكرية دخل بها مراكش، ومنها حاول التوجه إلى الدار البيضاء لتحريرها لكنه انهزم في معركة سيدي بوعثمان أمام الجيش الفرنسي. فتراجع إلى سوس وظل يقاوم حتى وفاته سنة 1919، حيث خلفه  مربيه ربه الذي استمر في قيادة المقاومة بالجنوب المغربي إلى غاية 1934.
 +  تزعم موحا أو حمو الزياني المقاومة المسلحة بالأطلس المتوسط، فانتصر على الجيش الفرنسي في معركة الهري سنة 1914. وظل يقاوم حتى استشهاده سنة 1921.
 +  تولى عسو أوبسلام وزايد أوحماد قيادة المقاومة المسلحة التي  شنتها قبائل الأطلس الكبير والصغير على القوات الفرنسية، فتمكنت من هزمها في بعض المعارك من أهمها  معركة بوكافر سنة 1933
  +  في البداية، عرفت منطقة الريف مناوشات عسكرية بين الإسبان والمقاومين الريفيين بزعامة محمد أمزيان وعبد الكريم الخطابي. وبوفاة هذا الأخير تبلورت المقاومة المسلحة الريفية على يد محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي اتبع أسلوب حرب العصابات (القائم على المباغتة والانسحاب السريع) فانتصر على الجيش الإسباني في معركة أنوال سنة 1921. غير أن القوات الفرنسية والإسبانية تحالفت ضده، فاضطر ابن عبد الكريم إلى تسليم نفسه. وتم نفيه سنة 1926 إلى جزيرة لاريينيون (في المحيط الهندي).
1 – 2 - يرجع توقف المقاومة المسلحة المغربية إلى أسباب متعددة منها:
    *  تباين القوة بين المقاومة المسلحة المغربية والاحتلال الأجنبي
    *  تحالف القوات الفرنسية والإسبانية ضد المقاومة المسلحة المغربية مثل المقاومة الريفية
    *  استعمال القوات الغازية لأسلحة مدمرة وسامة، ولجوئها إلى إحراق المحاصيل الزراعية وعزل القبائل المقاومة.
    * تواطؤ كبار القواد مع الاستعمار.
    * انعدام التنسيق بين حركات المقاومة المسلحة المغربية.
 2 - تطورات مرحلة المقاومة السياسية:
  2 – 1 - خلال الثلاثينيات طالبت الحركة الوطنية المغربية بالإصلاحات:
ارتبطت نشأة الحركة الوطنية بعدة عوامل منها:
    *  صدور الظهير البربري سنة 1930 الذي استهدف التفرقة العنصرية بين العرب والأمازيغ
    *  انعكاسات الاستغلال الاستعماري على المجتمع المغربي بعد الأزمة الاقتصادية العالمية لسنة 1929
    *  توقف المقاومة المسلحة في البوادي واستكمال الاحتلال العسكري الأجنبي للمغرب.
    *  ظهور الحركة السلفية بزعامة أبي شعيب الدكالي ومحمد بن العربي العلوي.
في سنة 1933 أسس علال الفاسي ومحمد بلحسن الوزاني وأحمد بلافريج أول حزب سياسي مغربي وهو كتلة العمل الوطني الذي تقدم إلى السلطات الاستعمارية في سنة 1934ببرنامج المطالبة بالإصلاحات الذي تضمن النقط الآتية:
    *  السياسة الإدارية: إلغاء الحكم المباشر، وتكوين حكومة مغربية، وإقرار حرية التعبير.
    * السياسة الاقتصادية والمالية: وضع حد للاستغلال الاقتصادي، والمساواة في الضرائب بين المغاربة والأجانب.
    *  السياسة الاجتماعية: الاهتمام بالتعليم والصحة، وتحسين ظروف العمال المغاربة.
غير أن الاستعمار رفض الاستجابة لهذه المطالب، وقام باعتقال ونفي زعماء الحركة الوطنية سنة 1937 وهي السنة التي عرفت انقسام كتلة العمل الوطني إلى حزبين هما الحركة الوطنية لتحقيق المطالب (أو الحزب الوطني) بقيادة علال الفاسي والحركة القومية بزعامة محمد بلحسن الوزاني.
 2 – 2 -منذ سنة 1944 انتقلت الحركة الوطنية المغربية إلى المطالبة بالاستقلال:
ساهمت عوامل متعددة في الانتقال إلى المطالبة بالاستقلال منها:
    *  تزايد الاستغلال والقمع الاستعماريين.
    *  توسع الحركة الوطنية بظهور أحزاب جديدة في طليعتها حزب الاستقلال، وحزب الشورى  والاستقلال، والحزب الشيوعي. وإصدار هذه الأحزاب للجرائد بهدف توعية المغاربة.
    *  قيام العمال المغاربة بالإضرابات وتكتلهم نقابيا (داخل اتحاد النقابات الموحدة).
    *  احتلال ألمانيا لفرنسا وفقدان هذه الأخيرة لهيبتها الاستعمارية.
    * تأييد الحلفاء لمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها من خلال الميثاق الأطلنتي 1941، ومؤتمر أنفا 1943.
في 11 يناير 1944 أصدر حزب الاستقلال وثيقة المطالبة بالاستقلال التي نادت بإلغاء نظام الحماية وطالبت باستقلال المغرب ووحدته الترابية في إطار الملكية الدستورية.
تبنى السلطان محمد الخامس هذه الوثيقة، فطالب باستقلال المغرب واحترام سيادته ووحدته الترابية في عدة مناسبات منها رحلته إلى فرنسا سنة 1945، وزيارته لمدينة طنجة سنة 1947، وخطاب العرش لسنة 1952.
 3 - استقلال المغرب واستكمال وحدته الترابية:  
 3 – 1 - عجلت ثورة الملك والشعب باستقلال المغرب:
دبر المقيم العام الفرنسي كيوم بمساعدة عملاء الاستعمار وعلى رأسهم الكلاوي مؤامرة عزل السلطان محمد بن يوسف  وتعيين مكانه محمد بن عرفة. ففي 20 غشت 1953 نفي السلطان محمد الخامس والأسرة الملكية إلى جزيرة كورسيكا (في البحر المتوسط) ومنها إلى جزيرة مدغشقر (في المحيط الهندي).
بمجرد نفي السلطان، انطلقت المظاهرات في المدن المغربية، و رفض المغاربة الاعتراف بحكم ابن عرفة ، و قاطعوا البضائع الفرنسية. وظهرت حركة فدائية مسلحة قادها بعض الزعماء من أشهرهم علال بن عبد الله ومحمد الزرقطوني وأحمد الحنصالي. في نفس الوقت تأسس جيش التحرير الذي تولى مهاجمة المواقع الاستعمارية في جبال الريف والأطلس المتوسط والكبير والمناطق الصحراوية.
أمام تصاعد الكفاح المسلح، اضطرت فرنسا إلى إبرام اتفاقية إيكس ليبان التي بمقتضاها عاد السلطان محمد الخامس إلى وطنه في نونبر 1955، وتشكلت حكومة مغربية تكلفت بمتابعة التفاوض مع الحكومة الفرنسية والذي أسفر في 2 مارس 1956 عن توقيع اتفاقية مغربية فرنسية وضعت حدا لنظام الحماية الفرنسية. وفي أبريل من نفس السنة ألغيت الحماية الإسبانية في المنطقة الشمالية. وفي أكتوبر 1956 ألغي الوضع الدولي لمدينة طنجة.
 3 – 2 - لجأ المغرب إلى أساليب متنوعة لاستكمال وحدته الترابية:
    *  أمام تصاعد كفاح جيش التحرير والمقاومة المسلحة لقبائل الجنوب، اضطرت إسبانيا إلى عقد اتفاقية سينطرا التي بموجبها انسحبت من طرفاية سنة 1958 .
    *  اعتمد المغرب على المقاومة المسلحة والتفاوض مع إسبانيا من أجل استرجاع منطقة سيدي إفني سنة 1969 .
    *  رفضت إسبانيا فتح المفاوضات في شأن الصحراء المغربية. لهذا طرح المغرب هذه القضية على أنظار محكمة العدل الدولية التي أكدت وجود روابط البيعة والولاء بين سكان الصحراء والعرش المغربي. وعلى ضوء ذلك، نظم المغرب في 6 نونبر 1975 المسيرة الخضراء التي أدت إلى عقد اتفاقية مدريد التي أتاحت للمغرب استرجاع منطقة الساقية الحمراء، بينما تولت موريتانيا إدارة منطقة وادي الذهب. غير أنها سرعان ما انسحبت من هذه المنطقة التي قام المغرب بضمها للوحدة الترابية في غشت 1979 على إثر بيعة سكان وادي الذهب.
خاتمة:
استقل المغرب سنة 1956 واسترجع مناطقه المحتلة باستثناء سبتة ومليلية والجزر الجعفرية (جزر ملوية)

0 commentaires :

إرسال تعليق