مقدمة:
منذ أواخر القرن العشرين أصبحت العولمة تفرض نفسها.
* ما هو مفهوم العولمة؟
* وما هي جذورها التاريخية؟
* وما هي ظروف انتشارها؟
* ما هي التحديات الراهنة للعولمة، وأساليب مواجهتها؟
العولمة: مفهومها، جذورها التاريخية، وظروف انتشارها:
تتعدد أشكال العولمة:
العولمة هي تداخل كثيف في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية
والثقافية بين مختلف دول العالم. وبالتالي سهولة حركة الأفراد والبضائع و رؤوس
الأموال والخدمات والمعلومات.
تتخذ العولمة المظاهر الآتية:
* العولمة الاقتصادية القائمة على نظام رأسمالي مبني على اقتصاد السوق،
والمنافسة، وهيمنة التكتلات الاقتصادية الكبرى والشركات المتعددة الجنسية،
والمؤسسات الاقتصادية الدولية.
* العولمة السياسية التي تتميز بالقطبية الأحادية بزعامة الولايات المتحدة
الأمريكية، ونهج الديمقراطية السياسية، واحترام حقوق الإنسان.
* العولمة الاجتماعية والثقافية التي تتمثل في انتشار العادات والثقافة الغربية.
* العولمة التقنية التي تتجلى في بروز ظاهرة القرية العالمية، وتقليص المسافات،
وتخطي الحدود الجغرافية.
مر التطور التاريخي لظاهرة العولمة بمراحل
متلاحقة:
* في الحقبة القديمة: توسعت الإمبراطورية الرومانية في حوض البحر المتوسط
انطلاقا من إيطاليا، وفرضت هيمنتها السياسية والاقتصادية، ونشرت حضارتها وثقافتها.
* في الحقبة الوسيطية: قامت الإمبراطورية البيزنطية مقام الدولة الرومانية فسارت
على نفس النهج. في نفس الوقت انطلقت الفتوحات الإسلامية من الحجاز لتمتد إلى عدة
بلدان ومناطق في آسيا وإفريقيا وأوربا.
* في الحقبة الحديثة: نظم الأوربيون الاكتشافات الجغرافية، وأقاموا مستعمرات.
فتحول ثقل التجارة العالمية من البحر المتوسط إلى المحيط الأطلنتي، وانطلقت
الهجرات السكانية الكبرى نحو العالم الجديد. وتعزز التفوق الأوربي بحدوث الثورة
الصناعية.
* في الحقبة المعاصرة: دخلت الدول الرأسمالية مرحلة الإمبريالية، فتوسعت الحركة
الاستعمارية، وقامت الحرب العالمية الأولى والأزمة الاقتصادية 1929 والحرب
العالمية الثانية. وبعد ذلك انقسم العالم إلى كتلتين: شرقية اشتراكية وغربية
رأسمالية، وتحررت المستعمرات.
ساهمت بعض العوامل في انتشار ظاهرة العولمة:
* انهيار المعسكر الاشتراكي بأوربا الشرقية، وتفكك الإتحاد السوفياتي؛ وبالتالي
نهاية نظام القطبية الثنائية (الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفياتي)
وظهور النظام العالمي الجديد القائم على أحادية القطب (الولايات المتحة الأمريكية).
* تزايد نفوذ الشركات المتعددة الجنسية وعلى رأسها الشركات الأمريكية.
* إنشاء منظمة التجارة
العالمية التي تهدف إلى تحرير المبادلات عبر أرجاء العالم.
* الثورة المعلوماتية، وتطور وسائل الاتصال والإعلام والمواصلات.
العولمة: التحديات الراهنة، وأساليب مواجهتها:
في ظل العولمة، تواجه البلدان النامية تحديات في مختلف
الميادين:
* في المجال الاقتصادي: ضعف الرأسمال الوطني وموارد الدولة، وحدة المنافسة
الأجنبية، والتبعية الاقتصادية.
* في المجال الاجتماعي: الفقر، البطالة، الأمية، الفوارق الطبقية الكبيرة،
الهجرة القروية، الهجرة السرية.
* في المجال الثقافي والحضاري: فقدان الهوية الوطنية وغزو النماذج الغربية.
* في المجال السياسي: استمرار الممارسات المخالفة للديمقراطية وحقوق الإنسان.
* في المجال البيئي: استنزاف الموارد الطبيعية، التقلبات المناخية، التلوث، الانحباس
الحراري.
يمكن اقتراح بعض التدابير للتغلب على هذه التحديات:
* خلق تكتلات اقتصادية كبرى في العالم الثالث.
* إقامة شراكة مع تكتلات العالم المتقدم مثل الإتحاد الأوربي ومجموعة أمريكا الشمالية للتبادل الحر.
* توفير الظروف الملائمة للاستثمار .
* إعادة هيكلة الاقتصاد لمواكبة متطلبات السوق الدولية .
* تحسين المستوى الاجتماعي للمواطنين، وتقليص الفوارق الطبقية.
* رد الاعتبار للثقافة والحضارة المحليتين.
* ترشيد استغلال الموارد الطبيعية، والمحافظة على التوازن البيئي في إطار التنمية
المستدامة.
خاتمة:
تكرس العولمة تزايد الهوة بين دول الشمال ودول الجنوب. لهذا ظهرت منظمات غير
حكومية مناهضة لها من بينها المنتدى الاجتماعي العالمي وحركة أطاك.
0 commentaires :
إرسال تعليق