الثلاثاء، 3 يونيو 2014

ملف الشراكة بين المغرب والإتحاد الأوربي


مقدمة:
منذ أواخر القرن العشرين أصبحت العولمة تفرض نفسها.
  ما هو مفهوم العولمة؟
    *  وما هي جذورها التاريخية؟
    *  وما هي ظروف انتشارها؟
    *  ما هي التحديات الراهنة للعولمة، وأساليب مواجهتها؟
العولمة: مفهومها، جذورها التاريخية، وظروف انتشارها:
تتعدد أشكال العولمة:
العولمة هي تداخل كثيف في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية بين مختلف دول العالم. وبالتالي سهولة حركة الأفراد والبضائع و رؤوس الأموال والخدمات والمعلومات.
تتخذ العولمة المظاهر الآتية:
    *  العولمة الاقتصادية القائمة على نظام رأسمالي مبني على اقتصاد السوق، والمنافسة، وهيمنة التكتلات الاقتصادية الكبرى والشركات المتعددة الجنسية، والمؤسسات الاقتصادية الدولية.
    *  العولمة السياسية التي تتميز بالقطبية الأحادية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، ونهج الديمقراطية السياسية، واحترام حقوق الإنسان.
    *  العولمة الاجتماعية والثقافية التي تتمثل في انتشار العادات والثقافة الغربية.
    * العولمة التقنية التي تتجلى في بروز ظاهرة القرية العالمية، وتقليص المسافات، وتخطي الحدود الجغرافية.
 مر التطور التاريخي لظاهرة العولمة بمراحل متلاحقة:
    *  في الحقبة القديمة: توسعت الإمبراطورية الرومانية في حوض البحر المتوسط انطلاقا من إيطاليا، وفرضت هيمنتها السياسية والاقتصادية، ونشرت حضارتها وثقافتها.
    *  في الحقبة الوسيطية: قامت الإمبراطورية البيزنطية مقام الدولة الرومانية فسارت على نفس النهج. في نفس الوقت انطلقت الفتوحات الإسلامية من الحجاز لتمتد إلى عدة بلدان ومناطق في آسيا وإفريقيا وأوربا.
    *  في الحقبة الحديثة: نظم الأوربيون الاكتشافات الجغرافية، وأقاموا مستعمرات. فتحول ثقل التجارة العالمية من البحر المتوسط إلى المحيط الأطلنتي، وانطلقت الهجرات السكانية الكبرى نحو العالم الجديد. وتعزز التفوق الأوربي بحدوث الثورة الصناعية. 
    *  في الحقبة المعاصرة: دخلت الدول الرأسمالية مرحلة الإمبريالية، فتوسعت الحركة الاستعمارية، وقامت الحرب العالمية الأولى والأزمة الاقتصادية 1929 والحرب العالمية الثانية. وبعد ذلك انقسم العالم إلى كتلتين: شرقية اشتراكية وغربية رأسمالية، وتحررت المستعمرات.
ساهمت بعض العوامل في انتشار ظاهرة العولمة:
    *  انهيار المعسكر الاشتراكي بأوربا الشرقية، وتفكك الإتحاد السوفياتي؛ وبالتالي نهاية نظام القطبية الثنائية (الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفياتي) وظهور النظام العالمي الجديد القائم على أحادية القطب (الولايات المتحة الأمريكية).
    *  تزايد نفوذ الشركات المتعددة الجنسية وعلى رأسها الشركات الأمريكية.
    إنشاء منظمة التجارة العالمية التي تهدف إلى تحرير المبادلات عبر أرجاء العالم.
    *  الثورة المعلوماتية، وتطور وسائل الاتصال والإعلام والمواصلات.
العولمة: التحديات الراهنة، وأساليب مواجهتها:
في ظل العولمة، تواجه البلدان النامية تحديات في مختلف الميادين:
    *  في المجال الاقتصادي: ضعف الرأسمال الوطني وموارد الدولة، وحدة المنافسة الأجنبية، والتبعية الاقتصادية.
    *  في المجال الاجتماعي: الفقر، البطالة، الأمية، الفوارق الطبقية الكبيرة، الهجرة القروية، الهجرة السرية.
    *  في المجال الثقافي والحضاري: فقدان الهوية الوطنية وغزو النماذج الغربية.
    *  في المجال السياسي: استمرار الممارسات المخالفة للديمقراطية وحقوق الإنسان.
    *  في المجال البيئي: استنزاف الموارد الطبيعية، التقلبات المناخية، التلوث، الانحباس الحراري.
يمكن اقتراح بعض التدابير للتغلب على هذه التحديات:
    *  خلق تكتلات اقتصادية كبرى في العالم الثالث.
    *  إقامة شراكة مع تكتلات العالم المتقدم مثل الإتحاد الأوربي  ومجموعة أمريكا الشمالية للتبادل الحر.
    *  توفير الظروف الملائمة للاستثمار .
    *  إعادة هيكلة الاقتصاد لمواكبة متطلبات السوق الدولية .
    *  تحسين المستوى الاجتماعي للمواطنين، وتقليص الفوارق الطبقية.
    *  رد الاعتبار للثقافة والحضارة المحليتين.
    *  ترشيد استغلال الموارد الطبيعية، والمحافظة على التوازن البيئي في إطار التنمية المستدامة.
خاتمة:
تكرس العولمة تزايد الهوة بين دول الشمال ودول الجنوب. لهذا ظهرت منظمات غير حكومية مناهضة لها من بينها المنتدى الاجتماعي العالمي وحركة أطاك.

0 commentaires :

إرسال تعليق