الثلاثاء، 3 يونيو 2014

أوربا من نهاية الحرب العالمية الأولى إلى أزمة 1929م


مقدمة:
         في الفترة 1914 – 1918 دارت الحرب العالمية الأولى بين دول الوسط ودول الحلفاء وانتهت بانتصار الطرف الأخير.
 * كيف أصبحت الخريطة السياسية لأوربا والعلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الأولى؟
  * ما هي طبيعة الأوضاع الداخلية بأوربا إلى غاية 1925؟
  * كيف تطورت الأوضاع العامة والعلاقات الدولية في الفترة 1925 – 1929 ؟
 1 - الخريطة السياسية لأوربا والعلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الأولى:
  1 – 1 - معاهدات الصلح و تغيير الخريطة السياسية لأوربا:
         في سنتي 1919 و1920 فرض الحلفاء على الدول المنهزمة المعاهدات التالية: معاهدة فرساي مع ألمانيا، معاهدة سان جرمان مع النمسا، معاهدة نويي مع بلغاريا، معاهدة تريانون مع هنغاريا، معاهدة سيفر مع الإمبراطورية العثمانية. وتضمنت هذه المعاهدات اقتطاعات ترابية وإضعافا عسكريا وغرامات مالية.
         أسفرت هذه المعاهدات عن تغيير الخريطة السياسية لأوربا حيث اختفت الإمبراطورية النمساوية - الهنغارية   والإمبراطورية العثمانية، وظهرت دول جديدة، وتقلصت مساحة البلدان المنهزمة لفائدة البلدان المنتصرة وحلفائها.
 1 – 2 - العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الأولى:
         ظهرت الخلافات في مؤتمر السلام العالمي بباريس (1919) بين الدول الكبرى: إذ رغبت فرنسا في إضعاف ألمانيا كليا، بينما تشبثت إنجلترا بالحفاظ على توازن القوى الأوربية، واقترحت الولايات المتحدة الأمريكية المبادئ 14 لولسون التي تهدف إلى إعادة تنظيم العلاقات الدولية، في حين طالبت إيطاليا باسترجاع مناطقها المحتلة من طرف النمسا.
         في سنة 1920 تأسست عصبة الأمم التي استهدفت إقرار السلم العالمي وخلق التعاون الدولي معتمدة على أجهزة داخلية منها الجمعية العامة (جهاز تشريعي للمنظمة) ومجلس العصبة ( جهاز تنفيذي) ومحكمة العدل الدولية (جهاز قضائي) والأمانة أو الكتابة العامة (جهاز مسير للمنظمة).
 2 - الأوضاع الداخلية بأوربا إلى غاية 1925:
  2 – 1 - قيام النظام الاشتراكي في روسيا:
         تلخصت أسباب الثورة البولشفية (الاشتراكية) بروسيا في النقط الآتية:
  * التناقضات الاجتماعية بين الطبقتين الغنية والفقيرة سواء في المدن أو البوادي .
  *تزايد المعارضة السياسية ضد النظام الإمبراطوري الاستبدادي
  * الخسائر البشرية والمادية للحرب العالمية الأولى، وتأزم الوضع الاقتصادي والاجتماعي الداخلي
  *عجز الحكومة المؤقتة عن مواجهة هذا الوضع المتأزم.
         في أكتوبر 1917، قاد الحزب البولشفي بزعامة لينين الثورة الاشتراكية في روسيا. وقام النظام الاشتراكي الذي اتخذ قرارات استعجاليه منها تجريد البورجوازيين والنبلاء من ممتلكاتهم، وتأميم وسائل الإنتاج، وتفويت السلطة لمجالس السوفيا ت (العمال والفلاحون الفقراء)، والانسحاب من الحرب العالمية الأولى.
         أدت هذه القرارات إلى الحرب الأهلية والتدخل الأجنبي بروسيا في الفترة 1918 – 1921: حيث شن البورجوازيون والنبلاء الحرب ضد الدولة الاشتراكية بدعم من الدول الرأسمالية الكبرى التي احتلت هوامش روسيا. ورغم ذلك خرجت الدولة الروسية منتصرة بفعل دعم غالبية الشعب، ونهجها شيوعية الحرب (خطة اقتصادية اشتراكية متطرفة).
  2 – 2 - انعكاسات الحرب.ع. الأولى على  ألمانيا و إيطاليا و فرنسا كنموذج عن أوربا:
  * خلفت الحرب ع الأولى خسائر بشرية جسيمة، فانخفضت نسبة السكان النشيطين ونسبة التكاثر الطبيعي، وارتفعت نسبة الشيوخ.
  * دمرت الحرب جميع القطاعات الاقتصادية، فانخفض الإنتاج الفلاحي والصناعي وتدهورت المبادلات التجارية.
  * انعكس الوضع الاقتصادي على الجانب الاجتماعي حيث ارتفعت نسبة البطالة والفقر، وارتفعت الأسعار.
أدت الحرب إلى تحولات سياسية، يمكن تحديدها على النحو الآتي:
  * ألمانيا: قيام جمهورية فيمار الديمقراطية، وتصاعد المعارضة من طرف الشيوعيين (جماعة سبارتاكوس) والنازيين  (بزعامة أدولف هتلر).
  * إيطاليا: قيام النظام الفاشي (الديكتاتوري- التوسعي) بقيادة موسوليني الذي اعتمد أسلوب الإرهاب للوصول إلى الحكم سنة 1922.
  * فرنسا: عدم الاستقرار السياسي، وتزايد نفوذ الحركات المتطرفة.
  3 - الأوضاع العامة و العلاقات الدولية بعد معاهدة لوكارنو (1925):
  3 – 1 - الاستقرار السياسي والانتعاش الاقتصادي في الفترة 1925 – 1929:
         في أكتوبر 1925 وقعت فرنسا وألمانيا وإنجلترا وإيطاليا  وبلجيكا على معاهدة لوكارنو (مدينة في سويسرا) التي نصت على إقرار السلم بينها .
         في الفترة 1926 – 1929 استرجعت دول أوربا الغربية قوتها الاقتصادية، فتحسنت بها الأوضاع الاجتماعية . في نفس الوقت شهدت الولايات المتحدة الأمريكية ازدهارا اقتصاديا عزز صدارتها العالمية
   3 – 2 - الأزمة الاقتصادية العالمية 1929 :
         ارتبطت هذه الأزمة بالصعوبات التي واجهت الاقتصاد الأمريكي  منها  عدم مواكبة القدرة الشرائية لتطور الإنتاج، والمنافسة الأجنبية اليابانية والأوربية، والمضاربات المالية.
         ابتداء من الخميس 24 أكتوبر 1929 حدث انهيار الأسهم في بورصة وول استريت بنيويورك. ولم تكن هذه الأزمة المالية سوى انعكاس مباشر لتضخم الإنتاج الذي أدى انخفاض الأسعار والإفلاس وانتشار البطالة وتدني الأجور.
         إزاء هذا الوضع، سحبت الولايات المتحدة أموالها من الخارج. في نفس الوقت سادت الحماية الجمركية، وبالتالي انتشرت الأزمة في باقي البلدان الرأسمالية والمستعمرات في الفترة 1930 – 1932. 
         خلفت الأزمة الاقتصادية العالمية النتائج التالية:
  * اقتصاديا: تضرر جميع القطاعات الاقتصادية، وتدخل الدولة في الاقتصاد.
  * اجتماعيا: ارتفاع البطالة والفقر، وكثرة الإضرابات والمظاهرات.
  * سياسيا: تصاعد المعارضة ووصولها إلى الحكم كما هو الشأن بالنسبة لقيام النظام النازي الألماني (بزعامة هتلر) والنظام العسكري الياباني، ونهج الأنظمة الفاشية السياسة  التوسعية.
خاتمة:
         أدت مخلفات ما بين الحربين إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية .

0 commentaires :

إرسال تعليق