2باك: تاريخ

هنا تجدون كل دروس التاريخ المقررة في السنة الثانية بكالوريا بمسلكيها الآداب و العلوم الانسانية

2 باك :جغرافيا

جميع دروس الجغرافيا للسنة الثانية باكالوريا بمسلكيها الآداب و العلوم الانسانية تجدونها هنا بطريقة مفصلة و واضحة و سهلة الفهم

1 علوم: تاريخ

هذه النافذة خاصة بدروس مكون التاريخ بالسنة الأولى علوم تجريبية

1علوم:جغرافيا

هنا مخصص لدروس السنة الاولى علوم تجريبية : مكون الجغرافيا

امتحانات وطنية

جميع نماذج الامتحانات الوطنية في مادة الاجتماعيات تجدونها عندما تنقرون على هذا الرابط

الخميس، 29 مايو 2014

الدرس الرابع عشر : الحركات الاستقلالية بالجزائر وتونس وليبيا


الزعيم التقابي التونسي فرحات حشاد: وجه من وجوه المقاومة المغاربية

تمهيد:
         استعمرت فرنسا كل من الجزائر سنة 1830 وتونس سنة 1881 بينما احتلت إيطاليا ليبيا سنة 1911.
*  فما هي ظروف نشأة الحركة الوطنية في كل من الجزائر وتونس وليبيا ؟
*  وما هي مميزات هذه الحركة الوطنية في فترة ما بين الحربين وفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية؟
عوامل ظهور الحركة الوطنية بالجزائر وتونس وليبيا:
يعتبر الاستغلال الاستعماري من أهم عوامل نشأة الحركة الوطنية:
*  كانت السلطة الفعلية في يد الإدارة الاستعمارية سواء في تونس التي خضعت لنظام الحماية أو الجزائر وليبيا اللتين خضعتا للحكم المباشر.
*  توافد على البلدان الثلاثة فرنسيون وإيطاليون ومالطيون، وشكل هؤلاء المعمرون الأوروبيون أقلية لكنهم استحوذوا على نسبة مهمة من الثروات الوطنية للمستعمرات.
*  في المقابل عاني الأهالي من ثقل الضرائب وأعمال السخرة وتعسفات رجال السلطة وفقد الفلاحون أراضيهم الخصبة لفائدة الأوروبيين وعملاء الاستعمار. كما تعرض الحرفيون والتجار للإفلاس، في ظل هذه المعطيات تزايد سخط أغلب طبقات الشعب اتجاه الاستعمار مما ساعد على ظهور الحركة الوطنية .
ساهمت عوامل أخرى في نشأة الحركة الوطنية:
*  خيب مؤتمر السلام العالمي بباريس (1919) آمال المستعمرات في حصولها على الاستقلال، لهذا أسس عبد العزيز الثعالبي الحزب الدستوري التونسي في نفس الوقت أنشأ الأمير خالد (حفيد الأمير عبد القادر الجزائري) كتلة المنتخبين المسلمين الجزائريين.
*  في سنة 1922 قام النظام الفاشي في إيطاليا الذي قرر تعزيز النفوذ الاستعماري في ليبيا متبعا أساليب همجية. لهذا فر إدريس السنوسي إلى مصر، فظهر عمر المختار كزعيم للمقاومة المسلحة.
*  كان للحرب الريفية أثر فعال على الحركة الوطنية في باقي بلدان المغرب العربي.
خصائص الحركات الوطنية بكل من الجزائر وتونس وليبيا في فترة ما بين الحربين:
تعددت تيارات الحركة الوطنية بكل من الجزائر وتونس وليبيا :
         تزعم فرحات عباس التيار المطالب بإدماج الجزائر في فرنسا لتحقيق التحرر السياسي والاقتصادي غير أن  هذه الفكرة عارضها بشدة زعيم الاتجاه السلفي عبد الحميد باديس الذي أنشأ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي أكدت على التشبث بالهوية الجزائرية والعقيدة الإسلامية واللغة العربية.كما أنشأ مصالي الحاج حزب نجمة شمال إفريقيا الذي طالب باستقلال بلدان المغرب العربي ،لهذا تم حله من طرف الاستعمار فظهر من جديد تحت اسم حزب الشعب.
         في مطلع القرن 20 ظهرت الحركة الوطنية التونسية حيث أسس المحامي باشا حامبه " تونس الفتية" الذي طالب بالاستقلال فتم حله من طرف السلطات الاستعمارية .وقام على أنقاضه " الحزب الدستوري" الذي أسسه عبد العزيز الثعالبي سنة 1920 .وساهمت مخلفات الأزمة الاقتصادية العالمية في تهيئ المناخ السياسي الذي أفرز ميلاد الحزب الدستوري الجديد بزعامة " الحبيب بورقيبة " الذي طرح ثلاثة مبادئ هي الوطنية والعلمانية والليبرالية.
         تزعم عمر المختار المقاومة المسلحة لمواجهة الاحتلال الإيطالي لليبيا متبعا أسلوب حرب العصابات ومتخذا منطقة برقة(وخاصة الجبل الأخضر) قاعدة لحركته وتمكن من إلحاق عدة هزائم بالجيش الإيطالي الذي كان يقوده كرازياني قبل أن يتم اعتقاله وإعدامه شنقا سنة 1931.
تطور الحركة الوطنية في الجزائر وتونس من خلال برامجها السياسية :
         تقدم كل من الحزب الدستوري التونسي (سنة 1920) وحزب نجمة شمال إفريقيا (سنة 1933) بمطالب إصلاحية من أبرزها:
*  تأسيس برلمان وحكومة وطنية.
*  إقرار الحريات العامة وضمنها حرية الصحافة.
*  المساواة بين السكان المحليين والمعمرين الأوروبيين.
*  إجبارية التعليم وجعله باللغة العربية.
*  تحسين الوضعية المادية للسكان المحليين.

*  في سنة 1934 تقدم الحزب الدستوري الجديد ببرنامج إصلاحات يتضمن نفس المطالب
*  حدد المؤتمر الجزائري مطالبه الإصلاحية سنة 1937 مستغلا وصول الجبهة الشعبية إلى الحكم في فرنسا
غير أن السلطات الاستعمارية رفضت كل هذه المطالب وقامت بحل الأحزاب الجزائرية والتونسية وباعتقال الزعماء الوطنيين.
تحول مواقف الحركة الوطنية من الاستعمار بعد الحرب العالمية الثانية في كل من الجزائر وتونس وليبيا:
أدت تطورات ما بعد الحرب إلى استقلال ليبيا:
         في الطور الأول من الحرب العالمية الثانية تعرضت ليبيا لغزو القوات النازية الألمانية. وفي الطور الثاني تم تحريرها من طرف القوات الإنجليزية التي شارك إلى جانبها مشاركة رمزية إدريس السنوسي .و بعد نهاية هذه الحرب تقدمت الدول الغربية بمشروع تقسيم ليبيا إلى مناطق نفوذ أجنبي : انجليزي ، فرنسي، أمريكي فقام الشعب الليبي بثورات عارمة، وبالتالي قررت هيئة الأمم المتحدة منح ليبيا الاستقلال (سنة 1951) حيث تأسست المملكة الليبية بقيادة إدريس السنوسي.
أمام تصاعد الكفاح الوطني استقلت تونس سنة 1956:
*  إلى جانب الظروف الدولية المتمثلة في انهزام فرنسا أمام ألمانيا  وصدور الميثاق  الأطلسي وتأييد الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية لمبدأ تقرير المصير وتأسيس هيئة الأمم المتحدة، ساهمت عوامل داخلية في الانتقال إلى المطالبة بالاستقلال من أبرزها تأسيس الاتحاد العام التونسي من طرف الزعيم النقابي فرحات حشاد وتزايد الاستغلال الاستعماري.
*  في سنة 1946 أصدرت القوى السياسية والنقابية التونسية الميثاق الوطني الذي تضمن المطالبة بالاستقلال.
*  أمام فشل المفاوضات بين الوطنيين التونسيين بزعامة الحبيب بورقيبة والحكومة الفرنسية ،انطلق الكفاح المسلح الذي عرف باسم ثورة الفلاكة والذي تمثل في العمليات الفدائية ضد المعرين وعملائهم.
*  عجلت هزيمة الفرنسيين أمام الفيتناميين في معركة ديان بيان في أبريل 1954 باستئناف التفاوض بين الفرنسيين والتونسيين الذي أدى في البداية إلى توقيع الاتفاقية الفرنسية التونسية سنة 1955 التي نصت على منح تونس الحكم الذاتي .غير أن جيش التحرير التونسي رفض هذا الشكل من الاستقلال وقرر متابعة الكفاح المسلح فاضطرت فرنسا إلى الاعتراف باستقلال تونس في 20 مارس 1956.
آلت الثورة الجزائرية الكبرى إلى استقلال البلاد:
*  إلى جانب الظروف الدولية المحددة سابقا ،عرفت الجزائر تطورات داخلية من أبرزها الأحداث الدامية التي شهدتها بعض المدن الجزائرية (مثل اسطيف) سنة 1945. و تم إصدار بيان الشعب الجزائري سنة 1943.
*  في ظل هذه المعطيات انتقلت الحركة الوطنية الجزائرية إلى المطالبة بالاستقلال، لكنها عانت من كثرة الانقسامات السياسية ورفض السلطات الاستعمارية الاستجابة لمطالب الوطنيين. فكان البديل هو اللجوء إلى الكفاح المسلح. وهكذا اندلعت في نونبر 1954 الثورة الجزائرية الكبرى التي استغرقت ثمان سنوات والتي خلفت مليون شهيد و ألحقت خسائر بشرية ومادية بالمصالح الاستعمارية، وقد تولت جبهة التحرير الوطني تنظيم العمليات الفدائية خلال هذه الثورة في نفس الوقت تشكلت الحكومة الجزائرية في المنفى (في القاهرة)
*  في ظل هذه الظروف اضطرت فرنسا إلى التفاوض مع الوطنيين الجزائريين وعقد اتفاقية ايفيان في مارس 1962 بموجبها نظم استفتاء شعبي في يوليوز من نفس السنة كانت نتيجته لفائدة استقلال الجزائر.
خاتمة:
         بعد الاستقلال واجهت بلدان المغرب العربي مشاكل التخلف الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى مشاكل الحدود.


الدرس العاشر : تصفية الاستعمار وبروز العالم الثالث


تمهيد:
ساهمت عدة عوامل في تصفية الاستعمار التي أدت إلى نشأة دول العالم الثالث وحركة عدم الانحياز.
*  ما هي أسباب ومراحل تصفية الاستعمار؟
*  ما هي مشاكل العالم الثالث وجهود التغلب عليها؟
*  ماذا عن حركة عدم الانحياز وباقي التكتلات الإقليمية؟
أسباب ومراحل تصفية الاستعمار:
ساهمت مخلفات الحرب العالمية الثانية في تصفية الاستعمار:
*  أضرت الحرب العالمية الثانية اقتصاديا واجتماعيا وبشريا بالدول الاستعمارية، واستنزفت قواها العسكرية . كما أدت هذه الحرب إلى تزايد الاستغلال الاستعماري. في ظل هذه المعطيات ،انتقلت الحركات الوطنية في المستعمرات من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال، ولجأت إلى أسلوب الكفاح المسلح بعد فشل العمل السياسي.
     *  لاضعاف الدول الاستعمارية الكبرى، طرح الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها.
*  اهتمت هيأة الأمم المتحدة بتصفية الاستعمار فأصدرت قرارا في هذا الشأن سنة 1960.
*  في سنة 1955 انعقد مؤتمر باندونغ (مدينة بأندونيسا) للدول الأفروآسيوية (الإفريقية - الآسيوية) الذي أصدر عدة قرارات منها: التأييد الكامل لمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، ومعاداة الاستعمار، ومناهضة التمييز العنصري.
مرت تصفية الاستعمار بعدة مراحل:
*  في مرحلة 1945-1947: استقلت سوريا ولبنان ، كما استقلت بلدان العالم الهندي : حيث ظهرت الحركة الوطنية الهندية بزعامة غاندي الذي دعا إلى مقاطعة المنتوجات الأجنبية والإدارة الاستعمارية، والاعتماد على الإمكانات الذاتية، والتعايش بين الطوائف الدينية .
*  في مرحلة 1948-1954: استقلت ليبيا ومصر وبلدان الهند الصينية من بينها: الفيتنام حيث برز هوشي منه Hochi Minh كزعيم للمقاومة المسلحة متبعا أسلوب حرب العصابات.
*في مرحلة 1955-1959: استقلت بعض الدول الإفريقية وهي السودان، المغرب، تونس.
*  في مرحلة 1960-1966: استقلت أغلب دول إفريقيا السوداء بفضل كفاح الحركة الوطنية التي قادها بعض الزعماء من بينهم الزعيم الكونغولي باتريس  لومومبا Patrice Lumumba.
*  في المرحلة 1967-1975: استقلت باقي دول إفريقيا السوداء، كما استقلت إمارات الخليج العربي.
استنتاج:
تلخصت نتائج تصفية الاستعمار في نشأة دول العالم الثالث وتأسيس حركة عدم الانحياز.
مشاكل العالم الثالث وجهود التغلب عليها:
عانت دول العالم الثالث من مشاكل التخلف وعدم الاستقرار السياسي:
*  مشاكل اقتصادية: وتتمثل في ازدواجية الفلاحة (تقليدية وعصرية) وضعف حركة التصنيع، وعجز الميزان التجاري، وتراكم الديون الخارجية، والتبعية الاقتصادية.
*  مشاكل اجتماعية: منها ضعف مستوى عيش أغلب السكان، وارتفاع نسبة الفقر والأمية، وعدم كفاية الأطر والخدمات الصحية، ونقص وسوء التغذية.
*  مشاكل سياسية: عدم الاستقرار السياسي، التدخلات العسكرية الأجنبية .
نهجت بعض دول العالم الثالث سياسات تنموية ناجعة:
·        أقرت المكسيك وبلدان العالم الهندي ما عرف باسم "الثورة الخضراء" التي استهدف ضمان الأمن الغذائي لعدد السكان المتزايد وذلك باستغلال البحث العلمي لإنتاج حبوب مهجنة ذات إنتاجية عالية إلى جانب استعمال التقنيات والأساليب الحديثة والاهتمام بمشاريع السقي.
·        خلال الستينات والسبعينات من القرن 20، دخلت بعض بلدان العالم النامي مرحلة التصنيع  من بينها: كوريا الجنوبية وتايوان والبرازيل. فشهدت هذه الدول نموا صناعيا سريعا وأصبحت منافسا خطيرا للدول الصناعية الكبرى.
 حركة عدم الانحياز والتكتلات الإقليمية في العالم الثالث:
تكتلت دول العالم الثالث سياسيا داخل حركة عدم الانحياز:
وضعت اللبنات الأولى لحركة عدم الانحياز في مؤتمر باندونغ 1955. وتعزز ظهور هذه الحركة بفضل جهود بعض الزعماء من أشهرهم الرئيس الهندي نيهرو والرئيس المصري جمال عبد الناصر والرئيس اليوغوسلافي جوزيف تيتو.
بموجب مؤتمر بلغراد لسنة 1961، تأسست رسميا حركة عدم الانحياز التي قامت على خمس مبادئ هي:
*  اتخاذ موقف محايد من الصراع الدائر بين الكتلتين.
*  عدم الانضمام إلى أي حلف عسكري تابع لهما.
*  عدم عقد اتفاقية ثنائية مع دولة كبرى.
*  عدم السماح لدولة أجنبية بإقامة قواعد عسكرية فوق أراضيها.
*  تأييد حركات الاستقلال الوطني.
إلى جانب حركة عدم الانحياز، شكلت دول العالم الثالث تكتلات إقليمية:
إذا كانت دول العالم الثالث قد انخرطت كلها في حركة عدم الانحياز، فإنها في نفس الوقت انقسمت إلى منظمات إقليمية من أهمها:
*  منظمة الوحدة الإفريقية التي تأسست سنة 1963 وضمت دول القارة الإفريقية.
*  منظمة المؤتمر الإسلامي التي تأسست سنة 1972 وشملت بلدان العالم الإسلامي.
*  جامعة الدول العربية التي تأسست سنة 1945 وتألفت من الدول العربية.
طرحت هذه المنظمات مجموعة من المبادئ والأهداف من بينها المساواة في السيادة بين دول الأعضاء، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل النزاعات بالطرق السلمية، والاعتراف بحق الشعوب في تقرير مصيرها، ومناهضة الاستعمار، وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء ودعم السلام والأمن الدوليين.
خاتمة:
رغم حصولها على استقلالها، لا تزال دول العالم الثالث تعاني من التبعية ومشاكل التخلف الاقتصادي والاجتماعي.

الدرس السادس عشر :القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي

تمهيد: بعد الحرب العالمية الثانية تأسست إسرائيل فقام الصراع العربي الإسرائيلي، وتصاعدت المقاومة الفلسطينية. وفي أواخر القرن 20 انطلقت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. * ما هي ظروف قيام إسرائيل؟ * ما هي مظاهر الصراع العربي الإسرائيلي في الفترة 1948 - 1973؟ والتحول الذي عرفه هذا الصراع بعد سنة 1973؟ * ماذا عن انتفاضة أطفال الحجارة، والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية؟ 1 - قيام إسرائيل واندلاع الصراع العربي الإسرائيلي بعد الحرب العالمية الثانية: 1 – 1 - مهد تقسيم فلسطين لقيام إسرائيل: * في سنة 1947 أصدرت هيأة الأمم المتحدة مشروع تقسيم فلسطين إلى دولتين الأولى عربية فلسطينية والثانية يهودية صهيونية مع وضع القدس تحت النفوذ الدولي. وقد رفض الفلسطينيون وجامعة الدول العربية هذا المشروع الذي قبله الصهاينة. * بمجرد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين في منتصف ماي 1948 أعلن الصهاينة عن تأسيس دولة إسرائيل في الجزء المخصص لليهود حسب تقسيم 1947. * يعتبر بن غوريون المؤسس الفعلي لدولة إسرائيل التي اعترفت بها الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي التزمت بدعمها اقتصاديا وعسكريا ودبلوماسيا. ومنذ التأسيس قامت دولة إسرائيل على ثلاث أسس: العنصرية والإرهاب (المذابح والاغتيالات) والتوسع. 1 – 2 - قامت عدة حروب بين العرب وإسرائيل في الفترة 1948-1973: * حرب 1948- 1949 (نكبة أو نكسة فلسطين): أعلنت بعض الدول العربية (مصر – الأردن – سوريا- العراق ولبنان) الحرب على إسرائيل غير أن هذه الأخيرة حظيت بدعم غربي وخاصة أمريكي، وبالتالي تمكنت من الخروج منتصرة من هذه الحرب ورفعت حصة احتلالها للأراضي الفلسطينية من 57 % إلى 77 % . * العدوان الثلاثي (الانجليزي الفرنسي الإسرائيلي) على مصر سنة 1956 بعدما أممت هذه الأخيرة شركة قناة السويس . * حرب 1967 (حرب الستة أيام – حرب حزيران): في يونيو 1967 قامت الحرب بين دول الطوق وإسرائيل التي حققت نصرا كاسحا حيث استكملت سيطرتها على الأراضي الفلسطينية باستيلائها على الضفة العربية وقطاع غزة بالإضافة إلى احتلال منطقة سيناء في مصر وهضبة الجولان بسوريا. وفي أعقاب هذه الحرب أقر مجلس الأمن القرار 242. * حرب أكتوبر 1973: التي شهدت نوعا من التوازن بين مكتسبات القوى المتحاربة خاصة بين الجيش المصري الذي حطم جدار برليف والجيش الإسرائيلي الذي أحدث ثغرة الدفرسوار. 1 – 3 - تأسست منظمة التحرير الفلسطيني لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي: قرر المؤتمر العربي المنعقد بالقاهرة سنة 1964 تنظيم الشعب الفلسطيني وتمكينه من القيام بدوره في تحرير وطنه. وعلى ضوء ذلك تأسست في نفس السنة منظمة التحرير الفلسطيني التي عملت على تعبئة الشعب الفلسطيني وإشراكه في الثورة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، والتي تولى رئاستها منذ سنة 1969 ياسر عرفات .وقد ضمت هذه المنظمة حينئذ بعض الفصائل منها حركة فتح والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية. 2 - التحول الذي عرفه الصراع العربي الإسرائيلي بعد حرب 1973: 2 – 1 - نالت منظمة التحرير الفلسطيني الفلسطيني الاعتراف العربي و الدولي بهاسنة 1974: * عقدت الدول العربية عدة مؤتمرات لمساندة القضية الفلسطينية: حيث أصدرت قرارات من أبرزها الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطيني كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ومواجهة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي والمطالبة بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في حرب 1967. * على ضوء ذلك، أصدرت هيأة الأمم المتحدة قرارا حول قضية فلسطين يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وفي الاستقلال والسيادة وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم . وقد انضمت منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1974 إلى هيأة الأمم المتحدة بصفة مراقب. 2 – 2 - أبرمت اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل: في شتنبر 1978 تم التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد التي تضمنت: * انسحاب إسرائيل من سيناء المصرية وحق مرور السفن الإسرائيلية في الممرات البحرية الدولية (كقناة السويس) وتطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل. 3 - اندلاع انتفاضة أطفال الحجارة وانطلاق مفاوضات "الأرض مقابل السلام": 3 – 1 - تعززت انتفاضة أطفال الحجارة بإعلان قيام الدولة الفلسطينية : * اندلعت في دجنبر 1987 انتفاضة أطفال الحجارة في قطاع غزة والضفة الغربية: حيث تمت مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الأمن والجيش الإسرائيلي. واستغرقت هذه الانتفاضة سبع سنوات مخلفة ما يناهز 1400 شهيد ربعهم من الأطفال. * أدت هذه الانتفاضة إلى تأسيس حركة حماس بزعامة الشيخ أحمد ياسين ، و الإعلان (في نونبر1988) عن قيام دولة فلسطينية رفضت الدول الغربية الاعتراف بها . 3 – 2 - انطلقت مفاوضات الأراضي مقابل السلام في مؤتمر مدريد 1991: تلخصت الظروف التاريخية لانطلاق عملية السلام في النقط الآتية: * التراجع الإستراتيجي العربي بعد تطبيع العلاقات المصرية الإسرائيلية وخروج المقاومة الفلسطينية من لبنان سنة 1982. * حرب الخليج الثانية التي أدت إلى إضعاف العراق بعد غزوها من طرف الحلفاء سنة 1991. * بروز نظام القطبية الواحدة بعد انهيار الكتلة الشرقية وتفكك الاتحاد السوفياتي * الضغوط الأمريكية لإيجاد حل سلمي للصراع العربي الإسرائيلي. في 30 أكتوبر 1991 انعقد مؤتمر مدريد تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي بمشاركة أطراف الصراع (فلسطين والأردن وسوريا ولبنان وإسرائيل). وقرر هذا المؤتمر إجراء مفاوضات صنفت إلى نوعين هما: * مفاوضات ثنائية انطلقت بمدريد في نونبر 1991 أدت إلى توقيع معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل سنة 1994 وإلى عقد اتفاقية أوسلو الفلسطينية الإسرائيلية سنة 1993. * مفاوضات متعددة الأطراف: بدأت في موسكو سنة 1992 واهتمت بدراسة القضايا الشائكة كقضية اللاجئين الفلسطينيين والمياه والأمن والتسلح. 4 - تطورات القضية الفلسطينية بعد 1991 وامتداداتها الراهنة: 4 – 1 - عقد اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين وإسرائيل (سنة 1993) : تضمن هذا الاتفاق مشروع الحكم الذاتي في جزء من الضفة الغربية وقطاع غزة، ونقل بعض الاختصاصات الاجتماعية والمالية للمجلس الفلسطيني (برلمان)،وتكوين شرطة فلسطينية تعمل على مواجهة ما سمي بالعنف والإرهاب، مع تأجيل التفاوض بشأن القدس واللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات . في سنتي 1998 - 1999 عقد اتفاقان بين الفلسطينيين وإسرائيل: * اتفاق واي ريفر Way river : نص على تنفيذ مرحلتين من المراحل الثلاثة لإعادة الانتشار شريطة وقف العمليات الفدائية وإلغاء أحد بنود الميثاق الوطني الفلسطيني الذي يدعو إلى القضاء على دولة إسرائيل. * اتفاق شرم الشيخ ( شتنتبر 1999 ) : تضمن تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية من إعادة الانتشار وتسهيل التنقل بين الضفة الغربية وقطاع غزة. 4 – 2 - اندلعت انتفاضة الأقصى، وانهارت مسيرة السلام: * ارتبطت انتفاضة الأقصى بتعثر مسيرة السلام أمام عدم تنفيذ إسرائيل التزاماتها وقيامها بعملية الاستيطان والقمع وإغلاق الضفة الغربية وقطاع غزة ومعارضتها لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. * اندلعت انتفاضة الأقصى في 28 شتنبر سنة 2000 بعد الزيارة التي قام بها أريال شارون (زعيم حزب الليكود) للمسجد الأقصى. * من نتائج انتفاضة الأقصى: فقدان إسرائيل لأزيد من 1500 شخص بين عسكري ومدني ،بالإضافة إلى آلاف الجرحى وإلحاق خسائر بالاقتصاد الإسرائيلي. الشيء الذي جعل إسرائيل تفكر في الانسحاب من قطاع غزة. * ساهمت عدة عوامل في انهيار مسيرة السلام من أبرزها: وصول حزب الليكود إلى الحكم، وانطلاق الحملة الدولية ضد الإرهاب بعد أحداث 11 شتنبر 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى الصراعات الداخلية بين فلسطينيين بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية لسنة 2006. خاتمة: لا تزال القضية الفلسطينية قائمة رغم التحولات الدولية.ولعل السبب الرئيسي في ذلك هو الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل الذي يستهدف تكريس الهيمنة الغربية على المشرق العربي.

الدرس الخامس عشر: الحركات الاستقلالية بالمشرق العربي

 
 سلطان الاطرش: قائد الثورة السورية
تمهيد:
         شهدت بلدان المشرق العربي، في فترة ما بين الحربين، نشأة الحركة الوطنية التي تصاعد كفاحها في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. فكانت النتيجة هي حصول بلدان المنطقة على الاستقلال.
*  فما هي التطورات السياسية بالمشرق العربي في مرحلة ما بين الحربين وفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية؟
التطورات السياسية بالمشرق العربي في فترة ما بين الحربين:
أدى كفاح مصر إلى حصولها على استقلال مشروط :
         في سنة 1919 اندلعت ثورة شعبية كبرى قادها "حزب الوفد" بزعامة سعد زغلول أرغمت إنجلترا سنة 1922على استبدال نظام الحماية بالحكم الذاتي الذي ترأسه الملك فؤاد الأول.
         خلال الثلاثينات اتبعت ألمانيا النازية سياسة خارجية توسعية، وبالتالي أصبحت ملامح الحرب العالمية الثانية تلوح في الأفق .ولهذا عملت إنجلترا على استقطاب الجناح المعتدل من حزب "الوفد" بقيادة مصطفى النحاس ، فتم التوقيع على معاهدة الزعفران سنة 1936 التي بموجبها حصلت مصر على استقلال مشروط بعدة قيود منها: إشراف إنجلترا على قناة السويس والسودان، وجعل الأراضي المصرية والبنيات التحتية رهن إشارة القوات الإنجليزية في حالة اندلاع حرب مستقبلية. (الحرب العالمية الثانية )
حصل العراق والشام على استقلال شكلي:
*  فرضت إنجلترا سنة 1920 انتدابها على العراق، وفي السنة الموالية عينت فيصل بن الحسين ملكا على البلاد . فكانت النتيجة انطلاق المقاومة المسلحة العراقية، واضطرت إنجلترا إلى التوقيع على معاهدة 1930 التي منحت العراق استقلالا مقترنا بقيود منها الإبقاء على المصالح الاقتصادية والعسكرية الإنجليزية.
*  بمجرد فرض الانتداب الفرنسي( 1920) على الشام ، انعقد المؤتمر السوري العام الذي طالب باستقلال البلاد. غير أن الاستعمار الفرنسي تجاهل هذا النداء، وتابع سيطرته السياسية والعسكرية واستغلاله الاقتصادي. لهذا قامت الثورة السورية الكبرى في فترة 1925 و1927 بزعامة السلطان الأطرش (زعيم قبائل الدروز).
*  أمام تصاعد نشاط الحركة الوطنية السورية في الثلاثينات وبداية توتر العلاقات الدولية في أوربا، اعترفت فرنسا سنة 1936 باستقلال سوريا ولبنان مع احتفاظها بالقواعد العسكرية في البلدين والإشراف على شؤونهما الخارجية.
*  في سنة 1921 فصلت إنجلترا الأردن عن فلسطين وعينت عبد الله بن الحسين ملكا على البلاد.
تأسست المملكة العربية السعودية، وشروع الغرب في استغلال بترول الخليج:
*  كانت شبة الجزيرة العربية في مطلع القرن 20 مجزءة إلى عدة إمارات، وكانت سواحلها الشرقية والجنوبية خاضعة للحماية الإنجليزية. وقد عمل عبد العزيز آل سعود على نشر المذهب الوهابي انطلاقا من منطقتي نجد والأحساء، وإخضاع باقي الإمارات. وبالتالي تأسيس المملكة العربية السعودية سنة 1932.
*  بموجب معاهدة لوزان 1923، اعترفت بريطانيا باستقلال اليمن الشمالية (عاصمتها صنعاء). بينما ظلت محتفظة بمحمياتها في السواحل الشرقية والجنوبية  لشبة الجزيرة العربية.
*  في فترة ما بين الحربين، تسابقت الشركات الأوربية والأمريكية من أجل استغلال البترول في شبة الجزيرة العربية و العراق ، وحققت من وراء ذلك أرباحا طائلة.
التطورات السياسية بالمشرق العربي بعد الحرب العالمية الثانية:
قامت بمصر ثورة 1952 التي تلاها العدوان الثلاثي:
*  بعد الحرب العالمية الثانية تصاعدت الحركة الوطنية المصرية. فكانت النتيجة قيام ثورة الضباط الأحرار بزعامة جمال عبد الناصر في يوليوز 1952: حيث أطيح بنظام الملك فاروق، وقضي على الامتيازات الأجنبية وضمنها شركة قناة السويس الذي تم تأميمها. فكان رد فعل إنجلترا وفرنسا وإسرائيل هو القيام بهجوم عسكري على مصر سنة 1956(عرف بالعدوان الثلاثي).
*  إلى جانب مناهضة الإمبريالية، قامت الدولة الناصرية (1952- 1970) على مبادئ أخرى منها: تقوية البلاد عسكريا، وتحرير الوطن العربي وتوحيده.
بعد الاستقلال ، دخل العراق والشام مرحلة عدم الاستقرار السياسي:
*  في سنة 1953 تولى فيصل الثاني الملك على العراق تحت وصاية الوزير "نور السعيد " الذي أقام نظاما استبداديا ، وساهم في انضمام العراق إلى حلف بغداد (تركيا – العراق – إيران- باكستان) الموالي للولايات المتحدة الأمريكية. وفي سنة 1958 تزعم عبد الكريم قاسم انقلابا عسكريا انتهى بسقوط النظام الملكي، وإعدام نور السعيد. بعد ذلك دخل  العراق مرحلة الصراعات السياسية التي انتهت بوصول حزب البعث العراقي إلى السلطة خلال الستينات.
*  أمام تصاعد المقاومة المسلحة في بلاد الشام، اضطرت فرنسا إلى سحب قواتها من سوريا ولبنان وإلغاء القيود المقترنة باستقلال سنة 1946. في نفس السنة ألغي الانتداب الإنجليزي بالأردن، واعترف باستقلال البلاد تحت اسم المملكة الهاشمية الأردنية بقيادة عبد الله بن الحسين.
*  بعد الاستقلال، دخلت سوريا مرحلة الاضطرابات السياسية التي آلت إلى وصول حزب البعث السوري إلى الحكم في منتصف الستينات، في حين عاش لبنان في الفترة 1975- 1990 الحرب الأهلية بين الطوائف الدينية والعرقية.
حصلت دول الخليج العربي على استقلالها وحاولت التحكم في استغلال ثراوتها الطبيعية:
*  أمام تصاعد المد التحرري في بلدان الخليج العربي، اضطرت إنجلترا إلى الاعتراف باستقلال الكويت سنة 1961 واليمن الجنوبية (عاصمتها عدن) 1967 واستقلال كل من سلطنة عمان والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة سنة 1971.
*  حاولت دول الخليج العربي التحكم في استغلال ثرواتها البترولية فأنشأت منظمة الدول المصدرة للبترول، وعملت على تأميم شركات النفط والتخفيف من الاحتكارات الأمريكية .
خاتمة:
         استقلت دول المشرق العربي، لكنها ظلت تعاني من التبعية اتجاه الدول الكبرى. كما عرفت تباينا من حيث النمو الاقتصادي والاجتماعي.