الثلاثاء، 3 يونيو 2014

الصين قوة اقتصادية صاعدة

مقدمة: عرفت الصين نموا اقتصاديا سريعا خلال العقود الأخيرة، ورغم ذلك تواجه بعض التحديات. * ما هي مظاهر القوة الاقتصادية للصين؟ * ما هي العوامل المتحكمة في الاقتصاد الصيني؟ * ما هي الصعوبات التي تعترض الصين؟ /1 مظاهر القوة الاقتصادية للصين: + تتميز الفلاحة الصينية بضخامة الإنتاج وبالتمركز في الواجهة الشرقية: تعتبر الصين من أهم الدول المنتجة للأرز والقمح والذرة وللمزروعات الصناعية (خاصة القطن وقصب السكر والنباتات الزيتية)، والخضروات. وتمتلك ثروة مهمة من المواشي (الخنازير والأغنام والأبقار). تتمركز الفلاحة الصينية في الواجهة الشرقية التي يمكن تقسيمها إلى قسمين هما: * الصين الشمالية حيث تنتشر زراعة القمح والذرة والصوجا. * الصين الجنوبية حيث تسود المزروعات المدارية وفي طليعتها الأرز والقطن وقصب السكر والشاي والفول السوداني (انظر الخريطة ص 213 من كتاب المنار أو ص 216 من كتاب المورد). في المقابل ينتشر الرعي التقليدي قي الغرب الصيني، مع وجود بعض الواحات المنعزلة. +الصين سادس قوة صناعية في العالم: * تساهم الصين بحصص مرتفعة من الإنتاج العالمي للصناعات الأساسية كصناعة الصلب والألمونيوم، والصناعات التجهيزية والاستهلاكية (في طليعتها صناعة اللعب والنسيج والأحذية). * سجلت الصين تطورا كبيرا في مجال الصناعات العالية التكنولوجيا منها الصناعة الالكترونية والمعلوماتية ومعدات غزو الفضاء. * تتمركز المناطق الصناعية في الواجهة الساحلية الشرقية حيث نجد مدنا رئيسية في مقدمتها شنغهاي، بكين، شانغ شيون، كوانغ زو، هونغ كونغ. (انظر الخريطة ص 214 من كتاب المنار أو ص 217 من كتاب المورد). +الصين قوة تجارية صاعدة: * تعد الصين قوة تجارية كبرى، وتحقق فائضا كبيرا في ميزانها التجاري حيث تضاعفت صادراتها أكثر من مرة خلال العقد الأخير. * تتعامل الصين مع مختلف دول العالم و في طليعتها اليابان و باقي بلدان آسيا و الولايات المتحدة الأمريكية و دول أوربا . * تشكل المنتجات الصناعية الجزء الأكبر من الصادرات الصينية، بينما تتكون الواردات من مواد مصنعة وأخرى أولية. /2 العوامل المتحكمة في الاقتصاد الصيني: +تنقسم الصين إلى ثلاث وحدات طبيعية هي: * الصين الشمالية (الشمال الشرقي): وتتشكل من سهلين هما سهل منشوريا الذي يعتبر أخصب منطقة في الصين، والسهل الكبير الذي تكسوه أيضا تربة غنية بالمواد العضوية؛ إلى جانب الهضاب الداخلية. ويسود في هذه المنطقة مناخ معتدل إلى بارد. (انظر الخريطتين ص 216 من كتاب المنار، أو الوثيقة 1. ص 213 من كتاب المورد). * الصين الجنوبية (الجنوب الشرقي): وتتميز بتنوع التضاريس حيث تشمل التلال والسهول والهضاب. ويسود فيها مناخ مداري أو شبه مداري. * الغرب الصيني: ويمثل جزءا مهما من مساحة الصين. ويتشكل من جبال شديدة الارتفاع مثل الهملايا، وهضاب مرتفعة كهضبة التيبت، وأحواض داخلية. ويسود في الغرب الصيني المناخ الجبلي والمناخ الصحراوي. +تمتلك الصين رصيدا مهما من مصادر الطاقة والمعادن: * تساهم الصين بحصص مرتفعة من الإنتاج العالمي لمصادر الطاقة كالفحم الحجري والبترول والغاز الطبيعي ولمجموعة من المعادن كالحديد والزنك والرصاص والفوسفاط محتلة بذلك المراتب الأولى عالميا. * تتمركز مناجم الفحم في الصين الشمالية والجنوبية، بينما تتجمع آبار البترول والغاز الطبيعي في الغرب الصيني والصين الشمالية، حيت توجد أيضا مناجم الحديد. وتنتشر باقي المعادن في مختلف أنحاء الصين. (انظر الخريطة ص 217 من كتاب المنار، أو الوثيقة 3 . ص 213 من كتاب المورد). +تضم الصين أكبر تجمع سكاني في العالم: بلغ عدد سكان الصين سنة 2006 مليار و313 مليون نسمة أي خمس سكان العالم. ويفسر ذلك بالتعمير السكاني القديم وبمعدل التكاثر الطبيعي الذي ظل مرتفعا إلى غاية العقد السادس من القرن 20. مما أتاح وفرة اليد العاملة والسوق الاستهلاكية. +لعبت العوامل التنظيمية دورا مهما في تقدم الاقتصاد الصيني: * مرحلة البناء الاشتراكي بزعامة ماوتسي تونغ (1949 – 1976): خلالها اتخذت الدولة الصينية عدة إجراءات من أبرزها تأميم وسائل الإنتاج، وإعادة تنظيم الفلاحة في إطار التعاونيات الكبرى التي عرفت باسم الكومونات الشعبية، وإعطاء الأولوية في البداية للصناعات الأساسية والتجهيزية قبل إقرار ما عرف باسم "المشي على قدمين" أي خلق توازن بين الفلاحة والصناعة؛ ثم نهج سياسة القفزة الكبرى إلى الأمام التي استهدفت تحقيق الإقلاع الاقتصادي بتعميم الصناعة في المدن والبوادي والاعتماد على الطاقة البشرية وإنجاز الأشغال الكبرى كالسدود وشبكة المواصلات. * مرحلة الإصلاحات الجديدة والانفتاح على العالم الرأسمالي (منذ سنة1978 إلى الآن): حيث اتخذت الدولة الصينية عدة إجراءات منها إلغاء الكومونات الشعبية وتعويضها بالمستغلات العائلية، وإحداث المؤسسات الصناعية الجماعية والمؤسسات المختلطة (المشتركة بين الدولة والرأسمال الأجنبي) وتخفيف احتكار الدولة للنشاط الاقتصادي وتشجيع المبادلات مع الخارج، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية بإحداث المناطق الحرة التي يحصل فيها المستثمرون على تسهيلات إدارية وإعفاءات جمركية وجبائية. +ساعد البحث العلمي والتكنولوجي على تقدم الصين: اهتمت الصين بنشر التعليم وتكييفه مع متطلبات العصر. ورفعت من نفقات البحت العلمي والتكنولوجي. فكونت عددا ضخما من التقنيين والمهندسين. كما عملت على تقليد أو شراء براءات الاختراع الأجنبية وأبرمت اتفاقيات التعاون وتبادل الخبرات في هذا المجال مع الدول المتقدمة. /3 المشاكل و التحديات التي تواجه الاقتصاد الصيني: +تحديات اقتصادية: تفرض الدول المتقدمة قيودا على المنتوجات الصينية. وتواجه الصناعة الصينية ضعف جودة منتوجاتها واستهلاكها الكبير للطاقة. وترتبط الصين بالسوق الخارجية من حيث التزود بالمواد الأولية أمام كثافة التصنيع وقوة الاستهلاك. +تباينات مجالية: يسجل تفاوت كبير بين الواجهة الشرقية التي تتميز بالظروف الطبيعية الملائمة والاكتظاظ السكاني والنشاط الاقتصادي الكثيف، والغرب الصيني الذي يتميز بقساوة الظروف الطبيعية وضعف الكثافة السكانية وهزالة النشاط الاقتصادي. (الخريطة ص 221 من كتاب المنار، أو ص 214 من كتاب المورد). كما يختل التوازن الاقتصادي والاجتماعي بين المدن والأرياف الصينية حيث يعاني سكان البوادي من ضعف المستوى المعيشي. +مشاكل ديمغرافية واجتماعية: تحد ضخامة عدد السكان من مجهودات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبالتالي فمكانة الصين متواضعة نسبيا في مجال مؤشر التنمية البشرية، رغم أن الصين تحقق أعلى معدلات النمو الاقتصادي في العالم. +إكراهات طبيعية وبيئية: تعرف الصين عوائق طبيعية متنوعة منها غلبة المرتفعات (الجبال والهضاب العليا)، وانتشار الجفاف في الغرب الصيني، مقابل تعرض الصين الجنوبية للفيضانات والأعاصير. تشهد المناطق الأكثر تصنيعا بالصين مشكل تلوث المياه والهواء والسطح وحدوث الأمطار الحمضية (الخريطة ص 220 من كتاب المنار). خاتمة: رغم هذه المشاكل، يمثل الاقتصاد الصيني منافسا خطيرا لاقتصادات الدول المتقدمة.

0 commentaires :

إرسال تعليق