الثلاثاء، 3 يونيو 2014

المجال المغربي: الموارد الطبيعية والبشرية

مقدمة: الموارد الطبيعية هي كل الثروات المتوفرة في مجال جغرافي معين ومنها التربة والنباتات والماء والموارد البحرية والمعدنية والطاقية. أما الموارد البشرية فهي مجموع الطاقات البشرية التي يمكن تعبئتها لتحقيق التنمية في مختلف الميادين. * فما هي وضعية الموارد الطبيعية والبشرية بالمغرب؟ * ماذا عن توزيعها الجغرافي؟ * ما هي أساليب تدبيرها؟ الموارد الطبيعية بالمغرب: وضعيتها، توزيعها الجغرافي، أساليب تدبيرها: وضعية الموارد الطبيعية بالمغرب والتحديات التي تواجهها: * الماء: يظل نصيب المواطن المغربي من الماء ضعيفا وقابلا للانخفاض بسبب عدة عوامل منها الجفاف والتصحر والتزايد السكاني وضعف ترشيد استعمال المياه. مما سيجعل المغرب يعاني من خصاص مائي هيكلي إلى جانب تلوث المياه. * التربة: لا تشكل التربة الخصبة سوى نسبة ضعيفة من مساحة المغرب. وتتدهور التربة باستمرار بفعل التعرية والانجراف والتلوث وزيادة الملوحة والاستغلال المفرط. مما سيؤدي إلى تقليص المجال الزراعي وتدني الوضع البيئي. * الغابة: تغطي الغابة نسبة محدودة من المجال المغربي. وتتراجع مساحتها سنويا أمام بعض التهديدات منها الحرائق والاجتثاث (قطع الأشجار) والرعي الجائر والجفاف والتوسع العمراني. * الثروة البحرية: يمتلك المغرب ثروة مهمة ومتنوعة من الأسماك والرخويات والقشريات يوجه أغلبها نحو التصدير. إلا أن هذه الثروة تواجه بعض التحديات منها الاستغلال المفرط من طرف الأسطول الأجنبي الذي من شأنه أن يعرض بعض الأنواع منها للانقراض، وكذلك مشكل تلوث المياه البحرية. * المعادن والطاقة: يتوفر المغرب على ثلاثة أرباع احتياطي العالم من الفوسفاط محتلا بذلك المرتبة الأولى في تصديره والثانية في إنتاجه، كما يحتل المغرب مراتب متقدمة نسبيا في إنتاج الرصاص والزنك. أما باقي المعادن فإنتاجها ضعيف. في المقابل يفتقر المغرب إلى مصادر الطاقة. ويعرف القطاع المعدني بعض الصعوبات منها ارتفاع تكاليف الاستخراج وتراجع مداخيل الصادرات. التوزيع الجغرافي للموارد الطبيعية بالمغرب: * تتمركز الشبكة المائية بالمغرب في النصف الشمالي حيث المناخ المتوسطي. وعكس ذلك فالشبكة المائية جد ضعيفة إلى منعدمة في النصف الجنوبي حيث المناخ الصحراوي. * تنحصر التربة الخصبة في الشمال الغربي حيث الأراضي المنخفضة والمناخ المتوسطي والأحواض المائية .في حين تسود التربة الفقيرة في المناطق الصحراوية والجبلية حيث المناخ الصحراوي والتضاريس الوعرة . *تتمركز الغابات في جبال الأطلس والريف والهضبة الوسطى والمعمورة، وتشمل أنواعا مختلفة من الأشجار في طليعتها البلوط الأخضر والبلوط الفليني والعرعار، وتسود الحلفاء في المنطقة الشرقية * تعتبر العيون وطانطان وأكادير أهم موانئ الصيد البحري بالمغرب . ويشكل السمك الأزرق الجزء الأكبر من الإنتاج الوطني. * يستخرج الفوسفاط من مناطق خريبكة، اليوسفية، بوكراع، بن جرير. وتتوزع باقي المناجم المعدنية عبر التراب الوطني مع تمركز أكبر في جبال الأطلس والهضبة الوسطى. في حين توجد بعض آبار البترول ناحية الصويرة وسيدي قاسم ومناجم الفحم الحجري في المغرب الشرقي. . أساليب تدبير الموارد الطبيعية : أساليب تدبير استعمال الماء: * بناء السدود، التنقيب عن المياه الجوفية، معالجة المياه المستعملة وإعادة توظيفها. * تأسيس المجلس الأعلى للماء والمناخ، إصدار قانون الماء. * توعية المواطنين بأهمية الماء وضرورة ترشيد استعماله. تقنيات و تدابير حماية التربة: * بناء الحواجز للحد من تعرية الرياح وزحف الرمال الصحراوية. * التشجير لتثبيت التربة. * بناء المدرجات في المنحدرات للتقليل من خطر التعرية والانجراف. * إتباع الدورة الزراعية، والحرث حسب خطوط التسوية. جهود الحفاظ على الغابة: * تأسيس المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر. * إصدار قوانين حماية الغابة . * القيام بعمليات التشجير لتجديد الغابة، ومنع الرعي الجائر بالملك الغابوي. * الاهتمام بالبحث العلمي حول الغابة وإنشاء محميات طبيعية. * تنظيم حملات التوعية والتحسيس بأهمية الغابة وبحمايتها. إجراءات حماية الثروة البحرية: * وضع مخطط لتنظيم الصيد البحري، ومراجعة بعض اتفاقيات الصيد البحري خاصة مع الإتحاد الأوربي * مراقبة كمية وحجم الأنواع المصطادة. * اعتماد فترة الراحة البيو لوجية ونظام الحصص حسب الأنواع ( الكوطا). أساليب تدبير قطاع المعادن والطاقة: * التنقيب عن مناجم جديدة، وجلب الاستثمارات الأجنبية لخلق صناعات لتحويل المعادن داخل البلاد. * الاهتمام بالطاقات المتجددة. * التحسيس بضرورة ترشيد استهلاك الطاقة. الموارد البشرية بالمغرب: وضعيتها، مستوى تنميتها، الجهود المبذولة لتحسينها: + وضعية المواد البشرية بالمغرب: تطور الساكنة المغربية وتوزيعها الجغرافي: منذ سنة 1960 دخل المغرب مرحلة الانفجار الديمغرافي أمام ارتفاع معدل التكاثر الطبيعي المرتبط بارتفاع الولادات وانخفاض الوفيات، وبالتالي انتقل عدد السكان من 11.6 إلى 30 مليون نسمة في الفترة 1960- 2004. لكن في السنوات الأخيرة تراجعت وتيرة النمو الديمغرافي حيث شرع المغاربة في تطبيق سياسة تحديد النسل تحت تأثير المشاكل الاجتماعية والأزمة الاقتصادية. ظل سكان الأرياف يشكلون الأغلبية إلى حدود نهاية الثمانينات. غير أنه منذ مطلع تسعينات القرن 20 انقلبت الوضعية حيث شهد المغرب التحول الحضري وعرفت نسبة سكان المدن تطورا سريعا أمام انتشار الهجرة القروية. ترتفع الكثافة السكانية في السهول والهضاب الأطلنتية بفعل ملائمة الظروف الطبيعية وأهمية الأنشطة الاقتصادية. وترتفع الكثافة السكانية أيضا في الريف أمام قدم التعمير. في المقابل فالكثافة السكانية ضعيفة في المناطق الصحراوية المتميزة بقساوة الظروف الطبيعية وهزالة الأنشطة الاقتصادية. + وضعية السكان النشيطين بالمغرب: تمثل الساكنة النشيطة الجزء الأكبر من مجموع سكان المغرب. تأتي بعدها فئة الصغار والأطفال. أما نسبة الشيوخ فهي ضعيفة. وبالتالي نستخلص فتوة الهرم السكاني المرتبطة بارتفاع معدل التكاثر الطبيعي في العقود السابقة. مما يطرح مشاكل في القطاعات الاجتماعية الأساسية: التشغيل، التعليم، الصحة، السكن، التغذية. مستوى التنمية البشرية بالمغرب: تطور مؤشر التنمية البشرية تدريجيا عبر السنوات لكنه لم يرق بعد إلى المستوى المطلوب حيث يحتل المغرب الرتبة 124 عالميا. تفسر هذه الرتبة المتأخرة بالمشاكل المتعددة منها ارتفاع نسبة البطالة والأمية، وضعف الدخل الفردي ومعدل التمدرس، وعدم كفاية الأطر والتجهيزات الصحية، وأزمة السكن، وسوء التغذية. يختلف مؤشر التنمية البشرية حسب الجهات حيث يرتفع في بعضها مثل جهة الساقية الحمراء العيون – بوجدور. مقابل انخفاضه في جهات أخرى كالجهة الشرقية. وتعتبر خريطة الفقر البشري انعكاسا مباشرا لهذا التوزيع . كما يضعف مؤشر التنمية البشرية أكثر في الوسط القروي مقارنة بالوسط الحضري. الجهود المبذولة لتحسين مستوى التنمية البشرية بالمغرب: المبادرة الوطنية للتنمية البشرية: وقامت على المحاور الآتية:  التصدي للعجز الاجتماعي الذي تعرفه الأحياء الحضرية الفقيرة والجماعات القروية الأشد خصاصة.  الاستجابة للحاجيات الضرورية للأشخاص في وضعية صعبة أولذوي الحاجات الخاصة.  تشجيع الأنشطة المنتجة للدخل القار والمدرة لفرص الشغل. تنفيذا لذلك اتخذت التدابير التالية:  في المجال الاقتصادي: خلق مشاريع إنمائية، وتشجيع الاستثمار وجمعيات الإنتاج، وإحداث الأقطاب الصناعية.  في المجال الاجتماعي: تعميم التمدرس والتغطية الصحية، ومحاربة الأمية والسكن غير اللاثق.  مجال التجهيزات الأساسية: توسيع شبكة الماء الشروب والكهرباء ومد الطرق في البوادي. برامج أخرى لتنمية الموارد البشرية بالمغرب:  المشروع النموذجي لمحاربة الفقر في الوسط الحضري: مشروع تجريبي اعتمد على الشراكة بين الفاعلين المحليين في الدار البيضاء، مراكش، طنجة.  إستراتيجية 2020 للتنمية القروية: وتضمن دعم البنية التحتية والخدمات الأساسية، وتنويع الأنشطة الاقتصادية، وحماية البيئة.  برنامج التنمية البشرية المستدامة ومكافحة الفقر: استهدف أقاليم الحوز وشيشاوة والصويرة وشفشاون.  مشروع الأولويات الإجتماعية: توخى دعم التمدرس ومحاربة الأمية وتحسين الخدمات الطبية في 575 جماعة قروية. خاتمة: يواجه المغرب صعوبات في تدبير الموارد الطبيعية والبشرية التي تتباين حسب الجهات، لهذا نهج سياسة إعداد التراب الوطني.

0 commentaires :

إرسال تعليق