الثلاثاء، 3 يونيو 2014

الإتحاد الأوربي نحو اندماج شامل

مقدمة: يعتبر الإتحاد الأوربي أقوى تكتل اقتصادي في العالم، لكنه يواجه بعض المعوقات. * ما هي مراحل ومظاهر اندماج بلدان الإتحاد الأوربي؟ * ما هي العوامل المفسرة لهذا الاندماج؟ * وما هي حصيلته؟ * ما هي التحديات التي تعترض الإتحاد الأوربي؟ مراحل و مظاهر اندماج بلدان الإتحاد الأوربي: استهدف الإتحاد الأوربي بالدرجة الأولى تحقيق الاندماج الاقتصادي والمالي: مهدت بعض المنظمات القطاعية كالمجموعة الأوربية للفحم والفولاذ لتأسيس المجموعة الاقتصادية الأوربية (الإتحاد الأوربي حاليا) سنة 1957. * مر الاندماج الاقتصادي لبلدان الاتحاد الأوربي بالمراحل التالية : * خلال الستينات: إلغاء القيود الجمركية، وتحقيق حرية مرور اليد العاملة داخل المجموعة الأوربية، والشروع في تطبيق السياسة الفلاحية المشتركة. * خلال السبعينات: وضع نظام نقدي أوربي استهدف تقليص الهوة بين العملات الأوربية وضمان استقرارها * خلال الثمانينات: إحداث نظام الحصص لتحديد إنتاج الصلب داخل المجموعة الأوربية، وإصدار جواز سفر أوربي، ووضع سياسة موحدة للصيد البحري، وتوقيع اتفاقية شنغن (التي نصت على حرية تنقل الأفراد بين الدول الأعضاء) والفصل الوحيد (الذي نص على إنشاء سوق أوربية واسعة). * في سنة 1992: التوقيع على معاهدة ماستريخت التي أقرت الإتحاد الاقتصادي والمالي، وتوحيد السياسة الاجتماعية والأمنية والسياسة الخارجية لدول الإتحاد الأوربي، وطرح مشروع إصدار عملة موحدة. تم الاندماج المجالي لبلدان الإتحاد الأوربي تدريجيا: (الخريطة ص 202 المنار – الخرائط ص 201و 202 المورد ) * بموجب معاهدة روما لسنة 1957، تأسست المجموعة الاقتصادية الأوربية بمبادرة من ست دول هي : إيطاليا، فرنسا، ألمانيا، هولندا، بلجيكا، الليكسمبورغ. * في سنة 1973 انضمت إلى المجموعة بريطانيا، إيرلندا، الدانمارك. * في سنة 1981 انضمت اليونان . * في سنة 1986 انضمت إسبانيا والبرتغال . * في سنة 1995 انضمت النمسا والسويد وفنلندا . * في سنة 2004 انضمت عشر دول منها بولونيا وهنغاريا والتشيك وسلوفاكيا ودول البلطيق * في سنة 2007 انضمت رومانيا وبلغاريا ليصبح مجموع دول الإتحاد الأوربي 27 دولة . تتعدد مظاهر اندماج الإتحاد الأوربي: * السياسة الفلاحية المشتركة: استهدفت زيادة الإنتاج، وضمان تموين الأسواق، واستقرار الأسعار، وتحسين المستوى المعيشي للفلاحين. * تداول الأورو كعملة موحدة بين مجموعة من دول الإتحاد الأوربي منذ سنة 2002. * مشاريع صناعية مشتركة من بينها مشروع إيرباص لصناعة الطائرات، وبرنامج أريان لصناعة معدات غزو الفضاء. * أهمية المبادلات التجارية بين الدول الأعضاء، والتي تفوق المبادلات مع باقي العالم. * الدستور الأوربي الذي يخول لكل مواطن من دول الإتحاد الأوربي عدة حقوق منها المواطنة الأوربية، والشغل والاستقرار بحرية في كل الدول الأعضاء، والحق في التصويت والترشيح في انتخابات البرلمان الأوربي. عوامل اندماج الإتحاد الأوربي وحصيلته ومعوقاته: ارتبط اندماج بلدان الإتحاد الأوربي بعوامل مختلفة : * عامل جغرافي: الانتماء لنفس القارة (أوربا) التي تتميز بموقع استراتيجي وظروف طبيعية ملائمة على العموم . * عامل تاريخي: التاريخ المشترك كالحربين العالميتين الأولى والثانية، والأزمة الاقتصادية لسنة 1929 . * عامل اقتصادي سياسي: نهج الرأسمالية اقتصاديا، والديمقراطية سياسيا. * عامل بشري اجتماعي: ضخامة عدد السكان، وارتفاع الدخل الفردي. * عامل تنظيمي: دور مؤسسات الإتحاد الأوربي منها: * مجلس الوزراء الأوربي: الذي يقرر السياسات المشتركة ويحدد ميزانية الإتحاد . * المجلس الأوربي: الذي يحدد التوجهات الكبرى. * اللجنة الأوربية: التي تقترح التوجهات الكبرى وتنفذ السياسات المشتركة، وتمثل الإتحاد الأوربي في المفاوضات مع الدول الأخرى . * البرلمان الأوربي: الذي يساهم في التشريع مع مجلس الوزراء ويقدم الاستشارة. تمثلت حصيلة الاندماج الأوربي( مظاهر القوة الاقتصادية) في النقط الآتية: * المجال الفلاحي: يساهم الإتحاد الأوربي بحصص مرتفعة من الإنتاج العالمي للحبوب والشمندر والبطاطس والكروم، ويمتلك قطيعا ضخما من الماشية، ويعتبر من أهم مصدري المنتوجات الفلاحية عالميا. * المجال الصناعي: يحتل الإتحاد الأوربي مراتب متقدمة في عدة صناعات من أبرزها صناعة السيارات والطائرات ومعدات غزو الفضاء والصناعات الكيماوية والميكانيكية والإلكترونية والمعلوماتية . * المجال التجاري: تشكل مبادلات الإتحاد الأوربي مع باقي العالم خمس التجارة العالمية نظرا لضخامة الإنتاج الصناعي والفلاحي وأهمية الأسطول التجاري وعقد اتفاقيات مع مختلف دول العالم .كما تحتل المبادلات بين دول الإتحاد الأوربي مكانة مهمة بفعل إلغاءا لقيود الجمركية وسهولة مرور البضائع ورؤوس الأموال و الأشخاص والخدمات. وبالتالي يعد الإتحاد الأوربي القوة التجارية الأولى في العالم . تحد بعض المعيقات من الاندماج الشامل للإتحاد الأوربي: التباين الاقتصادي والاجتماعي: حيث يمكن التمييز بين ثلاث مجموعات من الدول: * الدول ذات الاقتصاد القوي والدخل الفردي المرتفع مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وهولندا وبلدان أوربا الشمالية (مركز الإتحاد . أ) * دول ذات مستوى متوسط مثل إيطاليا وإسبانيا والبرتغال (أطراف مندمجة في الاتحاد الأوربي) * دول ذات مستوى ضعيف مثل بلدان أوربا الشرقية (أطراف في طور الاندماج). * عدم تعميم تداول العملة الموحدة (الأورو) على جميع الدول الأعضاء * مواجهة صناعة الإلكترونيك والمعلوميات الأوربية لمنافسة شديدة من طرف اليابان والولايات المتحدة الأمريكية . * التباين الإقليمي داخل نفس البلد، وبعض المشاكل الفلاحية. * شيخوخة الهرم السكاني وضعف وتيرة النمو الديمغرافي، وبالتالي الحاجة إلى اليد العاملة الأجنبية . * الأزمة المالية الأخيرة وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية . خاتمة: رغم هذه الصعوبات، يظل الإتحاد الأوربي من أقوى التكتلات الاقتصادية في العالم .

0 commentaires :

إرسال تعليق