الثلاثاء، 3 يونيو 2014

الاختيارات الكبرى لسياسة إعداد التراب الوطني

مقدمة: لتجاوز مشكل التباين الجهوي، اتبعت الدولة المغربية سياسة إعداد التراب الوطني. * ما هو مفهوم هذه السياسة؟ * ما هي أهدافها واختياراتها وتوجهاتها المجالية الكبرى؟ * ما دور سياسة إعداد التراب الوطني في تنظيم المجال الجغرافي وتحقيق التنمية؟ سياسة إعداد التراب الوطني: مفهومها، أهدافها، اختياراتها، وتوجهاتها المجالية: تعريف سياسة إعداد التراب الوطني: يقصد بسياسة إعداد التراب الوطني تدخل الدولة لتنظيم المجال الجغرافي من خلال الإعداد الفلاحي وتطوير الصناعة والتهيئة الحضرية في المدن. أهداف سياسة إعداد التراب الوطني: تستهدف سياسة إعداد التراب الوطني التحكم في توزيع السكان والأنشطة الاقتصادية وتحقيق تنمية جهوية متوازنة اقتصاديا وبشريا واجتماعيا، وتفعيل أشكال التضامن بين المناطق. الاختيارات الكبرى لسياسة إعداد التراب الوطني: * الرفع من فعالية الاقتصاد الوطني من خلال تحسين ظروف الاستثمار والبحث عن وسائل جديدة للتنمية الاقتصادية، والاهتمام بالعالم القروي. *ربط السياسة الحضرية بالإطار الشمولي لإعداد التراب الوطني عن طريق دعم القطاع العصري، وإعادة هيكلة القطاع التقليدي، والاهتمام بالتنمية الاجتماعية، وتفعيل قوانين العمران والتعمير. * صيانة وتدبير الموارد الطبيعية والمحافظة على التراث الثقافي. * تأهيل الموارد البشرية وذلك بمحاربة الأمية، وإصلاح مناهج التعليم، وتطوير البحث العلمي والتكنولوجي، وتكوين الفلاحين والحرفيين، ومنع تشغيل الأطفال. التوجهات المجالية الكبرى لسياسة إعداد التراب الوطني: يمكن تحديد رهانات التوجهات المجالية الكبرى لسياسة إعداد التراب الوطني على الشكل الآتي: * المناطق الجبلية: المحافظة على الموارد الطبيعية، والتضامن المجالي. * المناطق المسقية: الأمن الغذائي، وتحديات الانفتاح . * مناطق البور: النجاعة الاقتصادية، والتوازنات المالية. * المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية: الاندماج الجهوي، وتدبير المجالات الهشة. * المناطق الساحلية الأطلنتية: الانفتاح وتدبير الموارد. * الأقاليم الشمالية: تدعيم البعد الأورو متوسطي. * الشبكة الحضرية: تحديث التدبير، وتأهيل المجال والاستثمار والموارد والأقطاب الجهوية والمدن المتوسطة والصغيرة. دور سياسة إعداد التراب الوطني في تهيئة المجال الجغرافي وتحقيق التنمية وتجاوز التحديات: تساهم سياسة إعداد التراب الوطني في تهيئة المجال الجغرافي: قانون التعمير أو مدونة التعمير هو مجموعة من النصوص التشريعية التي تنظم البناء والتوسع العمراني يشمل قانون التعمير الوثائق الآتية: * التصميم المديري للتهيئة والتمدين: وثيقة تحدد التوجهات العامة للتوسع العمراني على المدى البعيد (أكثر من 25 سنة). * تصميم التنطيق: وثيقة تبرز تخصصات المناطق والأحياء داخل المدينة (سكنية، صناعية، تجارية، إدارية إلخ ..). * مخطط التهيئة: وثيقة توضح بدقة استعمالات الأراضي في المدينة والمراكز القروية المجاورة (الشوارع، الأزقة، الساحات، عدد طوابق البنايات). * تصميم التنظيم الوظيفي والإعداد: وثيقة تبرز الوظائف الأساسية للمدن الكبرى (إدارية، سياحية، صناعية، تجارية إلخ.. ). تساعد سياسة إعداد التراب الوطني على تحقيق التنمية من خلال المبادئ التالية: * التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتوازنة من خلال إعطاء الأولية للمناطق الأقل تطورا وللطبقة الفقيرة. * تدعيم الوحدة الوطنية عن طريق تحقيق التضامن بين المناطق وتعزيز التكافل الاجتماعي. * نهج سياسة اللامركزية وذلك بإشراك المنتخبين في تحديد وإنجاز المشاريع. * المحافظة على البيئة وترشيد استغلال الموارد الطبيعية في إطار التنمية المستدامة. تواجه سياسة إعداد التراب الوطني عدة تحديات من أبرزها: * تحديات ديمغرافية واجتماعية: التطور السكاني، ارتفاع نسبة الساكنة النشيطة والبطالة والفقر. * تحديات اقتصادية: ضعف وتيرة النمو الاقتصادي والإنتاجية، المنافسة الأجنبية في إطار العولمة. * تحديات بيئية: التقلبات المناخية، التلوث، تزايد الضغط على الموارد الطبيعية. خاتمة: إذا كانت سياسة إعداد التراب الوطني لم تحقق كل أهدافها، فإنها تظل ركيزة أساسية بالنسبة للتهيئة الحضرية و الريفية بالمغرب.

0 commentaires :

إرسال تعليق